بعدما فاجأت أزمة البصل الأمريكيين في وجبات البرجر المقدمة من سلسلة مطاعم ماكدونالدز، نتيجة تلوثها ببكتيريا "الإشريكية القولونية" (بكتيريا إيكولاي)، ظهرت أزمة جديدة مشابهة، ولكن هذه المرة مع الجزر. فقد انتشر تلوث ببكتيريا إيكولاي في الجزر العضوي، مما دفع السلطات إلى سحب كميات كبيرة من منتجات الجزر المعبأ التابعة لعلامة تجارية معروفة من المتاجر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وذلك عقب وفاة سيدة وإصابة العشرات.
سحب منتجات الجزر العضوي بسبب تفشي بكتيريا إيكولاي

تفشي بكتيريا إيكولاي: الجزر العضوي في دائرة الخطر
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن تفشي بكتيريا الإشريكية القولونية (بكتيريا إيكولاي)، التي أثرت على منتجات ماكدونالدز قبل أسبوعين، قد ارتبط الآن بالجزر العضوي. وتشكل هذه العدوى البكتيرية خطرًا كبيرًا، خاصة على الأطفال الصغار، كبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، حيث يمكن أن تكون شديدة أو حتى مميتة.ماكدونالدز تستثمر 100 مليون دولار لدعم الفروع المتضررة بعد أزمة إيكولاي
أعلنت شركة ماكدونالدز عن خطط لاستثمار أكثر من 100 مليون دولار بهدف تعزيز مبيعات مطاعمها وتسريع تعافي أصحاب الامتياز المتضررين، وفقًا لتقرير نشرته شبكة سي إن بي سي. جاء هذا القرار عقب تفشي بكتيريا الإشريكية القولونية (إيكولاي) الشهر الماضي، والتي ارتبطت بوجبة "كوارتز باوندر" في أحد الفروع، مما أدى إلى تكبد خسائر في عدة ولايات. وأوضحت الشركة أن 65 مليون دولار من هذا الاستثمار سيتم توجيهها لدعم أصحاب الامتياز المتضررين في المناطق الأكثر تأثرًا، بينما سيُخصص حوالي 35 مليون دولار لتعزيز برامج القيادة المرورية وتحسين استراتيجيات التسويق، وفقًا لمذكرة داخلية شاركتها سي إن بي سي.
وفقًا لوسائل الإعلام الأميركية، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن شركة شهيرة مقرها الرئيسي في بيكرسفيلد، كاليفورنيا، قررت سحب مجموعة من عبوات الجزر العضوي الكامل والجزر العضوي الصغير. وأكدت الإدارة أن هذه المنتجات لن تكون متاحة في متاجر البقالة بعد الآن، وذلك على خلفية تلوثها ببكتيريا إيكولاي.

تفشي بكتيريا إيكولاي يتسبب بوفاة وإصابات في 18 ولاية أميركية
أعلنت وسائل الإعلام الأميركية عن تسجيل حالة وفاة واحدة في كاليفورنيا، بعد تفشي بكتيريا الإشريكية القولونية O121، التي أصابت 39 شخصًا في 18 ولاية أميركية، وأسفرت عن دخول 15 حالة إلى المستشفى. الولايات المتضررة تشمل أركنساس، كاليفورنيا، كولورادو، ماساتشوستس، ميشيغان، مينيسوتا، مونتانا، نورث كارولينا، نيوجيرسي، نيويورك، أوهايو، أوريغون، بنسلفانيا، كارولينا الجنوبية، تكساس، فيرمونت، واشنطن، ووايومنغ. وفي ضوء هذه التطورات، قامت السلطات بسحب المنتجات الملوثة لتجنب مزيد من الإصابات.تفشي بكتيريا إيكولاي المرتبطة بالجزر العضوي يهدد الفئات الأكثر ضعفًا
أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن تفشي بكتيريا الإشريكية القولونية (بكتيريا إيكولاي) المرتبطة بالجزر العضوي يشكل خطرًا شديدًا على الأطفال الصغار، كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. العدوى يمكن أن تتسبب في تلف بطانة الأمعاء، مما يؤدي إلى أعراض مثل الإسهال الدموي، تقلصات المعدة، الحمى، الغثيان، والتقيؤ.
ارتفاع الإصابات واحتمال حالات غير مُبلغ عنها
على الرغم من تسجيل عدد كبير من الحالات، تتوقع السلطات الصحية أن العدد الفعلي للمتضررين أعلى بسبب تأخر ظهور الأعراض واستغراق وقت لتأكيد الصلة بالمرض. الحالات الأخف غالبًا ما تبقى غير مُبلغ عنها. في الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي العدوى إلى متلازمة انحلال الدم اليوريمية (HUS)، وهي حالة خطيرة قد تسبب الفشل الكلوي أو الوفاة.جهود لتحديد المصدر وإرشادات للمستهلكين
تعمل إدارة الغذاء والدواء مع الشركة المعنية لتحديد مصدر التلوث، ومعرفة ما إذا كانت منتجات إضافية متأثرة، وتحديد المتاجر التي تلقت الجزر المسحوب. في غضون ذلك، نصح المسؤولون المستهلكين بالتخلص من المنتجات المتضررة وغسل أي أسطح قد تكون لامست الجزر الملوث باستخدام الماء الساخن والصابون.متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
ينصح بالتوجه إلى مراكز الرعاية الصحية فورًا عند ظهور أعراض شديدة مثل الإسهال الدموي، ارتفاع درجة الحرارة، أو التقيؤ.
في الختام، يعد تفشي بكتيريا الإشريكية القولونية "إيكولاي" بمثابة تذكير هام بضرورة تعزيز إجراءات السلامة الصحية والرقابة الصارمة على المنتجات الغذائية، سواء كانت طازجة أو معبأة. تتطلب هذه الأزمة استجابة سريعة من السلطات الصحية والشركات المعنية لتفادي المزيد من الإصابات وحماية صحة المستهلكين. كما أن التعاون بين الجهات الحكومية والشركات في تحديد مصادر التلوث واتخاذ التدابير اللازمة سيكون أساسيًا في الحد من انتشار العدوى وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر. يبقى الوعي والاحتياطات التي يتخذها المستهلكون، مثل غسل الطعام بشكل صحيح والتخلص من المنتجات الملوثة، أمرًا بالغ الأهمية في مواجهة هذه التحديات الصحية.