أفادت مصادر أميركية وإسرائيلية لموقع "أكسيوس" يوم الأحد بأن إسرائيل قد قدمت شروطها للولايات المتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي ينهي الحرب في لبنان، تزامنًا مع زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان لبحث تطورات الأزمة.
ووفقًا لما نقله الموقع عن مسؤولين إسرائيليين، فإن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلّم البيت الأبيض، يوم الخميس الماضي، وثيقة تتضمن تلك الشروط، قبل زيارة هوكستين المقررة يوم الاثنين.
ما هي أبرز الشروط؟
أوضح مسؤول إسرائيلي لـ "أكسيوس" أن الشروط تشمل السماح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله أو إعادة بناء البنية التحتية العسكرية في المناطق الحدودية. كما تضمنت المطالب الإسرائيلية حرية العمل في المجال الجوي اللبناني.
وتتعارض هذه المطالب مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي ينص على أن الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) هما المسؤولان عن تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان.
جدير بالذكر أن قوات "اليونيفيل" أُنشئت عام 1978 بهدف مراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ودعم الحكومة اللبنانية في بسط سيطرتها على تلك المناطق. وتضطلع هذه القوة أيضًا بمسؤولية تنفيذ قرار 1701، الذي صدر عقب حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
من جانبه، صرّح مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس" أن من المستبعد أن يوافق لبنان أو المجتمع الدولي على المطالب الإسرائيلية. ورفض كل من البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق على التقرير.
مشروع قرار جديد
تتزامن هذه التطورات مع الحديث في لبنان عن مسودة مشروع قرار أميركي-فرنسي جديد يُعرف بـ "1701 بلاس"، يهدف إلى التوصل لحل دبلوماسي للنزاع القائم بين إسرائيل وحزب الله، ويضم 14 بندًا.
رغم إعلان الحكومة اللبنانية التزامها الكامل بتطبيق قرار 1701 ضمن إطار التزاماتها الدولية، فإن هناك تباينًا في الآراء بين القوى السياسية اللبنانية بشأن تطبيقه. ففي حين تدعم أحزاب مثل "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وبعض النواب المستقلين تعزيز وجود قوات اليونيفيل في الجنوب، تعارض قوى أخرى مثل كتلة حزب الله النيابية وحلفائها أي محاولة تقليص سيادة لبنان أو المس بما تسميه "قدرات المقاومة العسكرية".
هذا التباين في الآراء يفاقم تعقيد المشهد السياسي، حيث يرى بعض المراقبين أن القوى السياسية المختلفة تستخدم هذه القضية كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية أو لتعزيز مواقفها تجاه خصومها.
الموقف الأميركي
وكان موقف الولايات المتحدة واضحًا بشأن ضرورة تنفيذ القرار 1701، ويُفهم من تصريحات هوكستين أنه يؤيد تعديل القرار ليصبح "1701 بلاس"، بحيث يسهم ليس فقط في إنهاء الصراع الحالي، بل في منع اندلاع أي نزاع مستقبلي بين إسرائيل وحزب الله.
[caption id="attachment_610681" align="alignnone" width="2405"]

وثيقة شروط وقف إطلاق النار في لبنان وصلت البيت الأبيض[/caption]