بيتكوين: 115,488.29 الدولار/ليرة تركية: 40.90 الدولار/ليرة سورية: 12,905.13 الدولار/دينار جزائري: 129.70 الدولار/جنيه مصري: 48.31 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
اخبار سوريا

هجرة شركات الإنتاج السورية.. كيف ستؤثر على صناعة الدراما والموسم الرمضاني

هجرة شركات الإنتاج السورية.. كيف ستؤثر على صناعة الدراما والموسم الرمضاني

تستعد سوريا لدخول موسم رمضان 2026 وسط مخاوف على صناعة الدراما، بعد قرار شركات إنتاج كبرى نقل عملياتها خارج البلاد، في خطوة تُهدد مكانة الدراما السورية كـ"ضيف أساسي" على الشاشات العربية خلال الشهر الفضيل. 

صدمة القرار: غولدن لاين أنموذجاً في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلنت شركة "غولدن لاين" - إحدى عمالقة الإنتاج التلفزيوني في سوريا - نقل عملياتها إلى الإمارات ولبنان بعد 20 عاماً من العمل داخل الأراضي السورية. جاء في بيانها:   "خروجنا يأتي بعد إنتاجات مثل 'العربجي' و'السبع' و'خاتون'... حاولنا عشرين عاماً تقديم ما يليق بالمشاهد السوري والعربي" .   الشركة التي أنتجت أعمالاً رمضانية شهيرة مثل "وردة شامية" و"بيت جدّي"، لم تُفصح عن أسباب مباشرة، لكن مصادر داخلية ربطت القرار بـ: تصاعد المخاطر الأمنية: خاصة بعد التفجير الإرهابي في كنيسة مار إلياس (ريف دمشق) الذي أسفر عن 20 قتيلاً و52 جريحاً، ما أثبت هشاشة البيئة الأمنية .   -تعقيدات لوجستية: صعوبات التصوير في مواقع تاريخية، ورقابة متشددة، وغياب دعم حكومي كافٍ .     الأسباب الخفية: أكثر من مجرد أمن رغم أن "العنف" هو السبب الظاهر، فإن تحليلاً أعمق يكشف مكامن الخلل:     1.انهيار البنية التحتية للفن:      -عزوف دولي: صعوبة جذب استثمارات فنية مع استمرار العقوبات الاقتصادية رغم بدء رفع بعضها .      - تشتت الكفاءات: هجرة مخرجين وكتّاب بارزين مثل إيلي صفدي ورشا شربتجي للعمل خارج سوريا .     2. تحديات مؤسسية داخلية:      - أزمة نقابة الفنانين بعد تعيين مازن الناطور "من دون انتخاب"، وتذمر العاملين من "تعقيدات بيروقراطية" .      - شح التمويل وضعف العوائد الإعلانية مع انهيار القدرة الشرائية للمواطنين .   رمضان 2026: مشهد درامي مشتت تظهر تداعيات القرار جلية في استعدادات الموسم الرمضاني المقبل:   - نزيف الإبداع: انتقال تصوير أعمال مُنتظَرة مثل "السبع ابن الجبل" (بطلها باسم ياخور) إلى لبنان، رغم أنها كُتبت لتُجرى أحداثها في أحياء دمشق القديمة .   - محاولات تعويض فاشلة: شركات محلية مثل "قبنض" و"الرهف" تحاول تعويض الفراغ عبر أعمال مثل "العهد" و"نسمات أيلول"، لكنها تفتقد للطاقة الإنتاجية الضخمة التي تمتلكها "غولدن لاين" .   - فقدان الهوية المحلية: تحول مسلسلات البيئة الشامية (مثل "حبق") إلى استوديوهات مغلقة في بيروت أو دبي، ما يفقدها مصداقية التفاصيل الجغرافية والاجتماعية .   تداعيات اقتصادية واجتماعية: وراء الكواليس الخسائر تتجاوز الفن إلى الاقتصاد اليومي:   - بطالة تقنيي الفن: خبراء الديكور والإضاءة والصوت فقدوا 70% من فرص العمل بعد تراجع الإنتاج المحلي .   - انهيار سياحة التصوير: فنادق ومطاعم دمشق وحمص التي كانت تستفيد من وجود الفرق الفنية، تشهد شللاً في مواسم رمضان .   - تأثير نفسي على المجتمع: يُعلق أحد سكان دمشق: "أصبحت شوارعنا التي رآها الملايين في المسلسلات أشبه بستوديو مهجور" .     مستقبل الدراما: هل من بصيص أمل؟ رغم السيناريو القاتم، ثمة إشارات إيجابية:   - تعاون إقليمي: مباحثات بين "غولدن لاين" وشركات إماراتية لإنتاج أعمال سورية بالتمويل الخليجي، لكن بشرط تصويرها خارج سوريا .   - تحول إلى الريف السوري: بعض المنتجين (مثل رشا شربتجي) يختارون مواقع في ريف حمص واللاذقية لتصوير أعمال تركز على "هموم القرى" كبديل عن المدن المُهشمة .     خبيرة الصناعة رانيا مرشد:    "الدراما السورية قد تنجو لو وجدت دعمًا مؤسسيا حقيقياً. نحتاج إعفاءات ضريبية، وتسهيلات أمنية للتصوير، واستراتيجية لإعادة الاعتبار لـ'سوريا الإبداع' بدلاً من 'سوريا الحرب'" .  الدراما كضحية جديدة انسحاب الشركات ليس مجرد تغيير مواقع، بل هو مؤشر على تحول جيوسياسي ثقافي: دمشق التي كانت "هوليوود الشرق" تتحول إلى ذاكرة درامية، بينما تنتقل صناعتها إلى دول الجوار. المشاهد العربي الذي اعتاد متابعة "باب الحارة" و"يوميات مدير عام" في رمضان، قد يُضطر لمشاهدة "سورية" من دون روح سورية. السؤال المركزي الآن: هل تستطيع سوريا استعادة بريقها الدرامي أم أن رحيل الشركات هو "نهاية الفصل الأخير" من مسلسل تراجعها الثقافي؟
المقال التالي المقال السابق
0