كشف مصدر خاص لوكالة "سيب نيوز" اليوم، الجمعة، عن تفاصيل اجتماع الرئيس السوري أحمد الشرع مع وفد من محافظة السويداء، وما قاله الرئيس للوفد بخصوص العديد من القضايا أبرزها العلاقة مع إسرائيل وفرص التنمية والاستثمارات الواعدة في سوريا.
وفد من السويداء يزور الشرع
في لقاء لافت عُقد أمس الخميس، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع وفدًا متنوعًا من محافظة السويداء، ضمّ نشطاء مدنيين وسياسيين، وممثلين عن الطائفة المسيحية والعشائر البدوية (السنّة)، إضافة إلى مندوبين عن شيخَي عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع وحمود الحناوي.
الاجتماع، الذي كان من المقرر أن يستغرق 45 دقيقة، امتد إلى ساعة ونصف، بعد أن قرر الرئيس الشرع الاستماع باهتمام إلى أعضاء الوفد، متجاهلًا مواعيد أخرى كانت مقررة في جدول أعماله، وخلال اللقاء، أكد الشرع حرص الدولة على اعتماد الحوار كأساس للتواصل مع أبناء السويداء، مؤكدًا أن لا نية لدى الحكومة في تنفيذ أي اقتحام عسكري للمحافظة.
ماذا طلب الشرع من أهالي السويداء؟
وأوضح الرئيس أن للسويداء مكانة خاصة في قلب الدولة وفي وجدانه الشخصي، معتبرًا أن دورها التاريخي وحضورها الوطني محل تقدير واحترام، ووجّه الشرع دعوة صريحة لأبناء المحافظة إلى تحمل مسؤولياتهم في ضبط الفصائل المسلحة "المنفلتة"، محذرًا من أن حالة الفوضى السائدة تعرقل مشاريع التنمية والبنية التحتية التي تخطط لها الدولة.
وفي إشارة إلى الوضع الأمني، قال الشرع -وفق المصدر- : "لقد عايشتُ تجربة الفصائل وأدرك تمامًا ما تسببه من فساد وقلق في حياة الناس". وشدد على أن "سوريا الجديدة" لن تقبل بوجود أي مناطق خارجة عن سيطرة الدولة، مبينًا أن لدى الحكومة تفويضًا محليًا ودوليًا، وكذلك القدرة العسكرية، لضبط أي تمرد مسلح، مع تأكيده على تفادي الصدام مع أهالي السويداء "حفاظًا على الدماء".
كما أشار إلى ما وصفه بـ"رد الفعل غير المخطط" في أحداث الساحل، موضحًا أن مقتل أكثر من 200 عنصر من الأمن العام فجّر ردود فعل عصبية من الفصائل، نافياً وجود نية مبيتة من جانب الدولة.
إسرائيل لن تحميكم!
وعن علاقات سوريا الخارجية، قال الشرع إن العلاقة مع إسرائيل، إن وُجدت، ستكون بين دولتين، ورفض ما وصفه بـ"الوهم والسذاجة السياسية" في الرهان على دعم إسرائيلي لفصائل محلية خارجة عن سلطة الدولة.
وختم الرئيس الشرع حديثه بدعوة موجهة إلى أهل السويداء للتفاهم الداخلي، مؤكداً أن الدولة منفتحة على احتياجاتهم ومخاوفهم، وتسعى لضبط العناصر المتطرفة من مختلف المناطق، رافضًا أي محاولة لفرض هيمنة طائفية أو فكرية.
وأكد الشرع أن سوريا تتجه نحو إعادة بناء شاملة بمئات المليارات من الدولارات، تستند إلى قوانين واستثمارات حديثة، لكن ذلك لن يتحقق دون "استقرار اجتماعي يمهد لاستقرار أمني"، معتبراً أن الفشل في تحقيق هذا التوازن سيكون خسارة للجميع.
ومن جانبه خرج شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، بمقطع فيديو، تحدث خلاله عن مطالبه التي يؤكد عليه بضرورة أن تكون سوريا دولة لا مركزية ديمقراطية.
وكان الهجري يرفض التعامل مع الحكومة السورية ويطالب بحماية دولية للدروز، بينما قالت مصادر إن خلافات داخلية باتت تطفو على السطح في السويداء، حيث ترفض عدد من الجهات توجهات الشيخ الهجري وتؤكد على ضرورة العمل تحت مظلة حكومة دمشق بعيداً عن التدخلات الخارجية والأجندات المشبوهة.
[caption id="attachment_642772" align="alignnone" width="2405"]
مصدر يكشف ما قاله الشرع لوفد السويداء.. تحدث عن إسرائيل وخطة الدولة تجاه المحافظة الجنوبية[/caption]
