بيتكوين: 115,495.91 الدولار/ليرة تركية: 40.90 الدولار/ليرة سورية: 12,905.13 الدولار/دينار جزائري: 129.70 الدولار/جنيه مصري: 48.31 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
قطر
قطر
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الجزائر
الجزائر
الامارات
الامارات
اخبار العالم

تقرير: كيف فازت إسرائيل في الحرب الهندية الباكستانية.. ولماذا هذا مهم؟

تقرير: كيف فازت إسرائيل في الحرب الهندية الباكستانية.. ولماذا هذا مهم؟
كشفت المواجهة الجوية الشرسة بين الهند وباكستان في مايو 2025، والتي أطلقت عليها الأولى اسم "عملية سيندور"، عن مشهد متطور من ديناميكيات القوة الإقليمية، والتقنيات العسكرية المتطورة، وحرب دعائية مكثفة غيّرت جذريا وجهات النظر حول القتال الجوي المعاصر، بحسب ما قالته صحيفة "إسرائيل هيوم"، في تقرير نشرته، اليوم الأحد.

ـ كيف فازت إسرائيل في الحرب الهندية الباكستانية

شمل هذا الاشتباك بين الهند وباكستان معارك جوية، وضربات صاروخية، ونشراً واسع النطاق للطائرات المسيرة، وقدرات الحرب الإلكترونية، مع تسليط الضوء على تساؤلات جوهرية حول فعالية أنظمة الأسلحة الصينية مقابل الغربية، ودور إسرائيل المعقد كمزود مزدوج الغرض للتكنولوجيا والأسلحة. لأول مرة في العمليات القتالية، نشرت باكستان مقاتلات صينية من طراز J-10C، وهي النسخة الأكثر تطورا من الطائرة الملقبة بـ"لافي الصينية".  ووفقاً لتقرير العبري، تُمثل J-10 مقاتلة صينية متعددة المهام من الجيل الرابع، طورتها شركة تشنغدو للفضاء الجوي لصالح القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي، وشكّلت حجر الأساس للقدرات الجوية الصينية منذ أوائل القرن الحادي والعشرين. وقالت الصحيفة العبرية: على الرغم من النفي القاطع من المسؤولين الإسرائيليين والصينيين، لطالما ارتبطت طائرة J-10 ببرنامج مقاتلات لافي الإسرائيلي المتوقف، والذي أُنهي عام 1987.  وطوال تسعينيات القرن الماضي، وثّقت تقارير استخباراتية تعاونا تكنولوجيا بين إسرائيل والصين، تضمّن، بحسب التقارير، تقديم مهندسي مشروع لافي السابقين المساعدة الفنية، ونقل خبراتهم في هندسة الطيران، وتكنولوجيا إلكترونيات الطيران إلى المصنّعين الصينيين خلال انتقالهم من محاكاة الطائرات إلى قدرات التصميم المحلية.  وأوضحت الصحيفة العبرية أن الطائرتين تتشابان بشكل ملحوظ في خصائصهما الديناميكية الهوائية، بما في ذلك تكوينات الجناح الأمامي، وهندسة هيكل الطائرة المتشابهة، ومواصفات متقاربة في نسبة الدفع إلى الوزن. وخلصت تقييمات استخباراتية من مصادر غربية، بما في ذلك تحليلات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ومجلة جينز ديفنس (Jane's Defense ) الدفاعية المرموقة، خلال تسعينيات القرن الماضي إلى أن طائرة J-10 "قد تتضمن على نطاق واسع تقنيات مستمدة من طائرة لافي".  وأظهرت طائرات J-10 الصينية فعالية ملحوظة ضد منصات سلاح الجو الهندي، حيث أفادت التقارير أن هذه المقاتلات مسؤولة عن تدمير العديد من الطائرات الهندية، بما في ذلك طائرات رافال فرنسية الصنع، وطائرات سوخوي SU-30MKI الاعتراضية روسية الصنع، ومقاتلات ميج-29.  وفي الوقت نفسه، استخدمت باكستان شبكات دفاع جوي صينية متطورة، بما في ذلك أنظمة صواريخ أرض-جو HQ-9 التي نجحت في التصدي للطائرات الهندية التي تعمل على ارتفاعات متوسطة وعالية. وأصبحت باكستان أول مشغل دولي لطائرة J-10C بعد قرار الشراء الذي اتخذته عام 2021، حيث دخلت الطائرة الخدمة التشغيلية بين عامي 2022 و2023.  وبالنسبة للقادة الجويين الباكستانيين، تُلبي طائرة J-10C التفوق الجوي النوعي للهند الذي اكتسبته من خلال استحواذها على طائرات رافال، بينما تُواجه التفوق الكمي لعمليات القوات الجوية الهندية، التي تحتفظ بنحو ضعف مخزون الطائرات الباكستانية.  وتجمع طائرة J-10C بين القدرات المتقدمة والفعالية من حيث التكلفة، حيث تتميز بصواريخ جو-جو متوسطة إلى بعيدة المدى من طراز PL-15 القادرة على مهاجمة الطائرات الهندية خارج مدى الرؤية. في مواجهة محفظة الأسلحة الصينية الأمريكية الهجينة التي تمتلكها باكستان، والتي تشمل مقاتلات إف-16 متعددة المهام أمريكية الصنع، نشرت الهند طائرات رافال الرائدة، مدعومة بأنظمة دفاعية تشمل صواريخ أرض-جو روسية بعيدة المدى من طراز إس-400، وشبكات دفاع جوي متكاملة من طراز أكاشتير محلية الصنع، مما يوفر قدرات مُحسّنة لرصد ومراقبة المجال الجوي.  ورغم هذه الاستعدادات، واجهت القوات الهندية هجمات متواصلة بطائرات بدون طيار وذخائر دقيقة التوجيه من القوات الباكستانية التي تستخدم طائرات بيرقدار التركية القتالية بدون طيار، وأنظمة حرب إلكترونية متطورة. وطوال الاشتباك، أعلن المسؤولون العسكريون الباكستانيون مسؤوليتهم عن تدمير 5 طائرات مقاتلة هندية، بما في ذلك 3 مقاتلات رافال. 

إسرائيل سترحب بعودة سيناريوهات الصراعات الجوية

بعيدا عن هذه الانتصارات الجوية المزعومة، أعرب مجتمع الطيران العالمي عن دهشته لمشاهدة اشتباكات واسعة النطاق متعددة الطائرات تشبه سيناريوهات القتال الجوي الكلاسيكية التي كانت تعتبر في السابق قديمة.  وأشارت الصحيفة إلى أن اشتباكات جوية مماثلة حدثت خلال الصراع الإيراني العراقي طوال الثمانينيات ومواجهات محدودة خلال الأعمال العدائية بين أذربيجان وأرمينيا في التسعينيات.  كما تجسدت سيناريوهات القتال الجوي التقليدية خلال الصراع الإثيوبي الإريتري (1998-2000) حيث تنافست طائرات من الحقبة السوفيتية، بما في ذلك مقاتلات ميج-29 الإريترية، مع طائرات سوخوي سو-27 الإثيوبية الاعتراضية. ووقعت المواجهة الجوية السابقة - التي سبقت المواجهة الحالية - بين القوات الهندية والباكستانية في فبراير 2019، تم إسقاط طيار هندي من طراز ميج-21 ثم أُسر لاحقا داخل الأراضي الباكستانية.  وادعى المسؤولون الباكستانيون تدمير المزيد من طائرات إف-16، على الرغم من أن السلطات الهندية شككت في هذه التأكيدات.  وأصبحت مثل هذه السيناريوهات القتالية الجوية غير شائعة بشكل متزايد في الحروب المعاصرة، وخاصة بين الدول التي تدير قوات جوية حديثة، حيث تعتمد الصراعات الحالية عادةً على أنظمة الصواريخ البعيدة والمنصات غير المأهولة وشبكات الدفاع الجوي المتكاملة.  ونتيجة لذلك، اختفت الاشتباكات بين الطائرات المأهولة والطائرات تقريبا من ساحات القتال الحديثة، ويظل ما إذا كانت المواجهة الهندية الباكستانية تشير إلى عودتهم سؤالا استراتيجيا ملحا.  وفي هذا الصدد، رأت الصحيفة العبرية أن العديد من طياري المقاتلات ذوي الخبرة في مجتمع القوات الجوية الإسرائيلية سيرحبون بإحياء فنون القتال الجوي. من منظور استراتيجي إسرائيلي، برز وضع غير مسبوق يتعلق بأنظمة أسلحة طورتها إسرائيل، أو يُزعم أنها متأثرة بها، تعمل على طرفي نقيض.  ولمواجهة "لافي الصيني"، نشرت القوات الهندية قدرات متنوعة مقدمة من إسرائيل، بما في ذلك نظام صواريخ باراك 8 أرض-جو - وهو برنامج تطوير إسرائيلي-هندي مشترك.  ورغم انتشاره على نطاق واسع في جميع أنحاء الخدمات العسكرية الهندية، تشير مصادر استخباراتية أجنبية إلى أن باكستان حصلت على نسخ معدلة منه عبر قنوات خارجية.  وبدأ التطوير التعاوني لنظام باراك 8 بين عامي 2006 و2009، حيث تم تسليم الأنظمة البحرية الأولية لعمليات البحرية الهندية في عام 2016، وتزويد وحدات القوات الجوية الهندية بنسخ برية متنوعة في عام 2017.  وأصبحت تقنية باراك 8 جزءًا لا يتجزأ من بنية الدفاع الجوي متعددة الطبقات في الهند، وهي منتشرة حاليا على متن السفن البحرية والمنشآت الأرضية، وهي قيد التقييم لدمجها جوا. وشددت الصحيفة العبرية على أن نظام الذخيرة المتسكعة HAROP - والذي يتم تصنيفه مهنيا على أنه طائرة هجومية بدون طيار "كاميكازي" تصنعها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية - مكّن القوات الهندية من تنفيذ ضربات دقيقة ضد منشآت باكستانية محددة. وردت القوات الباكستانية باستخدام أنظمة زودتها تركيا، بما في ذلك طائرات بدون طيار مسلحة من طراز Bayraktar TB2 استخدمت ضد المواقع الهندية، وتضمنت أساليب تكتيكية متطورة مثل تنسيق رحلات الطائرات بدون طيار مع الطائرات المدنية لتعقيد إجراءات الاعتراض، إلى جانب منصات الحرب الإلكترونية KORAL التي مكنت المشغلين الباكستانيين من تعطيل شبكات الرادار والاتصالات الهندية طوال الاشتباك. ويُعدّ هذا التطور الجيوسياسي المهم ذو التداعيات الإقليمية والعالمية المحتملة تطورا هاما، إذ يُظهر هذا الصراع الأخير بين الهند وباكستان تحولًا في توازن القوى الإقليمي، حيث يتزايد النفوذ الصيني والتركي في مقابل تراجع هيمنة موردي الأسلحة الغربيين والروس التقليديين.  وقد كثّفت تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، سعيا منها لتحقيق طموحاتها الإقليمية، وربما العالمية، جهودها لترسيخ حضورها الاستراتيجي في جميع أنحاء جنوب آسيا، حيث يوفر هذا الصراع فرصا قيّمة للتوسع.  ورغم الاستثمارات الهندية الكبيرة في الأنظمة العسكرية الغربية المتقدمة، فقد كشفت هذه المواجهة عن قصور في التنسيق وضعف في الاستجابة للتهديدات الناشئة، بما في ذلك الأنظمة غير المأهولة وقدرات الحرب الإلكترونية. وفي الختام، قالت الصحيفة العبرية: إن تعزيز المشاركة التركية يرسي بُعدا تنافسيا إضافيا في مواجهة التدخل الإقليمي الإسرائيلي، ويتجلى ذلك بشكل رئيسي في تزويد القوات الهندية بأنظمة متطورة.  وتؤكد الصحيفة أن إسرائيل تعمل على المحافظة على دورها في الأمن الإقليمي، على الرغم من أن الظروف الحالية تُبرز ضرورة تعزيز الرقابة على انتشار التقنيات الحساسة. وتشير التطورات المستقبلية إلى استمرار التنافس الإقليمي على الأسلحة، مع التركيز على قدرات الحرب السيبرانية، والتدابير المضادة الإلكترونية، وتطوير أنظمة مُسيّرة متطورة، في ظل سعي القوى المتنافسة إلى تحقيق مزايا تكنولوجية واستراتيجية.
المقال التالي المقال السابق
0