دخان أبيض يشير إلى انتخاب بابا جديد
وتجمع آلاف الحجاج والمتفرجين الفضوليين في ساحة القديس بطرس وهتفوا وصفقوا عندما ظهر الدخان وبدأت الأجراس تدق، في إشارة إلى أن المؤسسة التي يبلغ عمرها 2000 عام لديها البابا رقم 267.— Step News Agency - وكالة ستيب نيوز (@Step_Agency) May 8, 2025وتتجه كل الأنظار الآن إلى شرفة كنيسة القديس بطرس، لمعرفة من تم انتخابه لخلافة البابا فرانسيس، المصلح الأرجنتيني الذي توفي الشهر الماضي بعد 12 عاما من توليه رئاسة الكنيسة العالمية.
ـ انتخاب بابا جديد ومراسم تقديمه
وسيتم تقديم البابا الجديد باللغة اللاتينية مع اسمه البابوي المختار وسيخاطب العالم لأول مرة. وهو يواجه مهمة بالغة الأهمية: فبالإضافة إلى تأكيد صوته الأخلاقي على الساحة العالمية التي مزقتها الصراعات، فإنه يواجه قضايا الكنيسة الملحة من التداعيات المستمرة لفضيحة الاعتداء الجنسي إلى الميزانيات العمومية المضطربة للفاتيكان. وبدأ حوالي 133 من أمراء الكنيسة من 5 قارات ـ وهو أكبر مجمع على الإطلاق ـ التصويت بعد ظهر الأربعاء. وقد أقسموا على السرية، تحت طائلة الحرمان الكنسي، وكانت طريقتهم الوحيدة لإبلاغ العالم الخارجي بتقدمهم هي إرسال الدخان عبر مدخنة كنيسة سيستين. وفي مساء الأربعاء، ثم ظهر يوم الخميس، كان الدخان أسود اللون، مما أثار تنهدات خيبة الأمل بين عشرات الآلاف من الحضور. ولكن بعد ظهر اليوم الخميس مباشرة بعد الساعة السادسة مساء (1600 بتوقيت جرينتش) كان الدخان المنبعث أبيض اللون، مما أكد أن الكنيسة الكاثوليكية لديها زعيم روحي جديد. وبحسب التقليد، يدخل البابا الآن إلى غرفة الدموع ــ حيث يطلق الباباوات المنتخبون حديثاً العنان لمشاعرهم ــ ليرتدي ثوب البابا للمرة الأولى، قبل أن يعود إلى كنيسة سيستين حتى يتمكن الكرادلة من التعهد بطاعتهم. وسيظهر بعد ذلك على الشرفة برفقة أحد كبار الكرادلة، الذي سيعلن للحشود المنتظرة "Habemus Papem" ("لدينا بابا"). وسيلقي البابا بعد ذلك كلمة قصيرة ويمنح بركته الأولى "إلى المدينة والعالم". - قس أو دبلوماسي وتأتي الانتخابات في وقت من عدم اليقين الجيوسياسي الكبير، والذي كان يُنظر إليه باعتباره قضية تصويت رئيسية، إلى جانب الخلافات داخل الكنيسة. وكان فرانسيس مصلحا عطوفا أعطى الأولوية للمهاجرين والبيئة، ولكنه أغضب التقليديين الذين أرادوا مدافعا عن العقيدة وليس مجرد شخصية مثيرة للجدل. وعيّن البابا فرنسيس نحو 80% من الكرادلة الناخبين، وكان هذا المجمع، الذي ضمّ 70 دولة حول العالم، الأكثر عالميةً على الإطلاق. ولكن هذا لم يكن ضمانا لاختيار الكرادلة لشخص من نفس توجهه. وكان السؤال المطروح هو ما إذا كان علينا اختيار قس أو دبلوماسي، ليبرالي أو محافظ، شخص مطلع على الكوريا - الهيئة الحاكمة للكنيسة - أو شخص غريب نسبيا من مناطق العالم حيث يزدهر الإيمان الكاثوليكي. وقبل أن يتجمع الكرادلة في كنيسة سيستين أمس الأربعاء، حثهم عميدهم جيوفاني باتيستا ري على اختيار شخص قادر على حماية وحدة الكنيسة. ويجب أن يكون البابا المقبل قادرا على القيادة "في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة من التاريخ"، وسط الصراعات المستعرة في جميع أنحاء العالم وصعود الأحزاب القومية المتطرفة. كما واجهت الكنيسة صعوبة في التكيف مع العالم الحديث، مع انخفاض أعداد الكهنة وتزايد المقاعد الفارغة في الغرب. وتتم مراسم تنصيب البابا عادة بعد أقل من أسبوع من الانتخابات، حيث يتم الاحتفال بالقداس أمام الزعماء السياسيين والدينيين من جميع أنحاء العالم. ومن المرجح أن يقوم البابا الجديد بجولة في ساحة القديس بطرس في سيارته البابوية لأول مرة، قبل أن يلقي عظة يحدد فيها أولوياته.
