أثار الشيخ عبد الناصر علوان، رئيس الهيئة الشرعية في محافظة حماة وعضو المجلس الإسلامي السوري، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين السوريين، بعد ظهوره في صور خلال حملة للتدريب على السلاح داخل أروقة مسجد الإيمان.
وتداول ناشطون سوريون صوراً ظهر فيها "العلوان" بعد محاضرة ألقاها في جامع الإيمان بمدينة حماة، دعا خلالها للتدريب على السلاح، كما ظهر إلى جانبه عدد من الأطفال والقاصرين. وقالت مصادر في مدينة حماة إن الشيخ "العلوان" يشرف على محاضرات وتدريبات تتخللها رماية بالذخيرة الحية، تُنفَّذ في حقل غير مخصص لمثل هذه الأنشطة، ويجري ذلك بشكل دوري. ونشر الشيخ "العلوان" عبر صفحته على فيسبوك، صور تظهر جانباً من النشاط، وأرفقه بحديث نبوي قال فيه (عن عُقبة ابن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} ثم قال: "ألا إنَّ القُوّة الرمي، ألا إنّ القوَّة الرمي، ألا إنّ القوَّة الرّمي". وفي "صحيح مسلم" عنه أيضًا أنه قال: "ارموا واركبوا، وأن ترموا أحبّ إليَّ من أن تركبوا، ومن تعلَّم الرمي ثمَّ نسيه فليس منّا". وفي رواية: "فهي نعمة جَحَدها").
من هو الشيخ عبد الناصر العلوان؟
عبد الناصر أحمد العلوان، يُكنّى بـ "أبو إسلام الحموي"، من مواليد حماة عام 1977، وهو شخصية بارزة في المدينة، ورئيس الهيئة الشرعية فيها، وعضو المجلس الإسلامي السوري. تلقى تعليمه في معهد الفتح الإسلامي، ثم التحق بقسم التخصص التابع للأزهر الشريف وتخرج في القاهرة. كما عمل مدرساً وخطيباً في قرى ريف حماة لعدة سنوات.
ردود فعل على نشاط العلوان
أثار نشاط الشيخ العلوان في مساجد حماة جدلاً واسعاً خلال الساعات الأخيرة، حيث تساءل ناشطون سوريون عن سبب مثل هذا النشاط العسكري داخل المساجد تحديداً، ولا سيما أن الدولة الجديدة تحظر استخدام السلاح خارج سلطة الدولة، وتسعى لضبط انتشاره. وقال حساب على موقع فيسبوك يدعى "عبدي رجب": "ننتقد قسد لأنها تزجّ الأطفال في أيديولوجيات وقتال، ونرى حكومتنا الموقرة تفعل الشيء ذاته، وتعلمهم على السلاح بدلاً من تعمير المدارس وإعادة دمجهم في الحياة التعليمية، رغم أن الإعلان الدستوري تعهّد بحماية حقوق المرأة والطفل والإنسان".

ماذا يقول القانون؟
في الإعلان الدستوري السوري الجديد، الذي أُعلن عنه في مارس 2025، والذي يُعد دستور البلاد خلال المرحلة الانتقالية، تم التأكيد على حصر السلاح بيد الدولة كأحد المبادئ الأساسية. وينص الإعلان على أن الجيش الوطني هو الجهة الوحيدة المخوّلة بحمل السلاح، ويُمنع إنشاء أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة. كما أصدرت الحكومة السورية لتسيير الأعمال، من خلال وزارة الأوقاف، قراراً يقضي بمنع إقامة المهرجانات والفعاليات في المساجد، مع التأكيد على أن دور المساجد يقتصر على إقامة حلقات العلم والذكر والصلاة ودورات تحفيظ القرآن. [caption id="attachment_638307" align="alignnone" width="2405"]