بعد أن رفع أوجلان الغطاء عن أتباعه.. تركيا تطالبهم بإلقاء السلاح “فورا” وتحذر
نشر في
06 مارس, 2025
|
10,082 مشاهدة
طالبت وزارة الدفاع في تركيا الخميس، حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح “فورا وبدون شروط” بعد أن طالب زعيمه أوجلان بذلك قبل أيام.
وأصدرت الوزارة بيانا قالت فيه: “على حزب العمال الكردستاني وجميع الفصائل المرتبطة به وقف أنشطتهم الإرهابية وحلّ أنفسهم فورا وبدون شروط وإلقاء السلاح”.ويشمل هذا المطلب الذي يأتي بعد أسبوع من دعوة مؤسس وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى حله، المقاتلين الأكراد الأتراك الذين انكفأوا في جبال شمال العراق، والمقاتلين الذين انضموا إلى " قسد" في شمال شرق سوريا.جاء ذلك بعد الدعوة التي تهدف إلى وضع حد لأربعة عقود من القتال أعلن حزب العمال الكردستاني السبت وقفا فوريا لإطلاق النار مع تركيا.وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن تركيا ستواصل عملياتها العسكرية ضد من وصفهم بالمتمردين إذا “لم يتم الإيفاء بالوعود المقطوعة”.
من هو أوجلان
عبدالله أوجلان، المولود في 4 أبريل 1948 في قرية أومرلي بمحافظة شانليورفا التركية، هو أحد أبرز الزعماء الكرد في التاريخ الحديث وأسس حزب العمال الكردستاني (PKK) عام 1978. يُعتبر شخصية مثيرة للجدل؛ حيث تصفه دول مثل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كـ"إرهابي"، بينما يراه جزء من المجتمع الكردي رمزًا للنضال من أجل الحقوق الثقافية والسياسية.نشأ أوجلان في عائلة كردية فقيرة، وعمل في الزراعة خلال طفولته. انتقل لاحقًا إلى أنقرة حيث درس العلوم السياسية في جامعة أنقرة (1971-1977)، وهناك تعرّف على الأفكار اليسارية والحركات القومية الكردية، والتي شكلت أساس توجهاته المستقبلية.أسس أوجلان الحزب عام 1978 مع مجموعة من النشطاء الأكراد، معلنا هدفا أوليا بإنشاء دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا. تبنت المجموعة في بداياتها أيديولوجية ماركسية-لينينية، ودخلت في صراع مسلح مع الدولة التركية بدءًا من 1984، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين.الصراع المسلح والسياسات التركيةتصاعدت المواجهات بين الحزب والدولة التركية في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، مع اتهامات متبادلة بانتهاكات حقوقية. اتبعت تركيا سياسات قمعية تجاه الهوية الكردية، بينما نفذ الحزب هجمات استهدفت أحيانًا مدنيين وعسكريين. صنّفت تركيا الحزب كمنظمة إرهابية، وتبعتها دول غربية لاحقًا.في عام 1999، اعتقل أوجلان في عملية استخباراتية تركية في كينيا بعد خروجه من سوريا تحت ضغط دولي. حُكم عليه بالإعدام بتهمة الخيانة، لكن العقوبة خُفّضت إلى السجن مدى الحياة بعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا عام 2002. وهو محتجز منذ ذلك الحين في سجن إمرالي شديد الحراسة، حيث تثير ظروف احتجازه انتقادات منظمات حقوقية.من السجن، طرح أوجلان أفكارا جديدة تنادي بـ"الكونفدرالية الديمقراطية"، مستوحاة من أفكار الفيلسوف الأمريكي موراي بوكشين، والتي تدعو إلى حل سلمي للقضية الكردية عبر الحكم الذاتي دون انفصال عن تركيا. جرت محادثات سرية بين الحزب والحكومة التركية (2013-2015) لكنها انهارت، متحولة إلى موجة عنف جديدة. وانتهت القصة بدعوة أوجلان لحل الحزب ورمي السلاح حيث دعا أوجلان في بيان من داخل سجنه الخميس الفائت أتباعه لرمي السلاح قائلا: "أدعو لإلقاء السلاح، وأنا أتحمل المسؤولية التاريخية لهذة الدعوة"، وتابع: "يجب على جميع الجماعات أن ترمي أسلحتها ويجب على حزب العمال الكردستاني أن يحل نفسه".