أبرز علماء المدرسة النحوية .. من هو الإمام الكسائي "قارئ الكوفة"
نشر في
27 فبراير, 2025
|
64 مشاهدة
يُعد الإمام الكسائي أحد أعلام القراءة القرآنية، وأحد الرواد السبعة الذين تُنسب إليهم القراءات المُتواترة المعتمدة في العالم الإسلامي.
اشتهر بدقته في نقل القرآن الكريم، وبمساهماته في علوم العربية من نحوٍ ولغة. كان لمسيرته العلمية وأسلوبه في القراءة تأثيرٌ كبير في المدرسة الكوفية، التي تميزت بمنهجها الخاص في التفسير واللغة.السيرة الذاتية - الاسم والنسب: هو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكسائي، وُلد في الكوفة (العراق) نحو سنة 119 هـ/737 م. - أصل التسمية: لُقب بالكسائي لارتدائه الكساء (عباءة الصوف) علامةً على الزهد.- الخلفية العائلية: يُعتقد أن أصوله فارسية، لكنه نشأ في بيئة عربية إسلامية في الكوفة، مركز العلم آنذاك.مسيرته العلمية الدراسة المبكرة: تتلمذ على يد شيخ القراءة حمزة الزيات (ت. 156 هـ) في الكوفة، ودرس أيضًا على عدد من العلماء مثل محمد بن أبي ليلى. الانتقال إلى بغداد: انتقل إلى عاصمة الخلافة العباسية، حيث أصبح مُعلما لأبناء الخليفة هارون الرشيد، الأمين والمأمون، مما عزز مكانته العلمية. الشيوخ والتأثر: تأثر بالمدرسة الكوفية في القراءة والنحو، والتي كانت تُقابل مدرسة البصرة في المنهج.مدرسته في القراءة- خصائص قراءته: - تميزت بالإمالة (الميل بالفتحة نحو الكسرة)، والتفخيم في بعض الحروف. - الاهتمام بظواهر الإدغام والإظهار والوقوف. - اعتماد رواية حفص عن عاصم في بعض التفاصيل، لكن مع اختلافات طفيفة. - التأصيل العلمي: اعتمدت قراءته على رواية الإمام حمزة، مع إضافات من تلقاءه بعد تثبتٍ دقيق.إسهاماته في علوم العربية - النحو: كان من أبرز علماء المدرسة الكوفية النحوية، التي خالفت البصريين في قضايا مثل "أفعل التفضيل" و"إعراب الأسماء". - اللغة والاشتقاق: ألّف كتبًا في غريب اللغة، وإن لم تصل إلينا كلها. - المناظرات العلمية: اشتهر بمناظراته مع علماء البصرة، مثل الخليل بن أحمد وسيبويه.تلاميذه وإرثهالتلاميذ البارزون: - أحمد بن جبير الكوفي. - أبو الحارث الليث بن خالد. - نقل القراءة: انتشرت قراءته عبر رواة مثل الدوري (نسبة إلى أبي عمر الدوري)، ووصلت إلى مختلف أقطار العالم الإسلامي. - مكانته اليوم: تُدرس قراءته ضمن القراءات السبع، وإن كانت أقل شيوعا في المصاحف المُطبوعة مقارنة برواية حفص.الوفاة والإرث- الوفاة: تُوفي سنة 189 هـ/805 م في مدينة الري (إيران) أثناء رحلته مع الخليفة الرشيد. - الإرث العلمي: بقي اسمه مرتبطًا بالقراءات والمدرسة الكوفية، وأصبحت قراءته جزءًا من الإرث القرآني الخالد.يمثل الإمام الكسائي نموذجًا للعالم المجتهد الذي جمع بين علوم القرآن واللغة، فساهم في حفظ النص القرآني وتطوير الدراسات العربية. تظل قراءته شاهدًا على تنوع القراءات القرآنية التي أكدت إعجاز القرآن وحياطته بالرغم من اختلاف اللهجات.