انتشر مقطع مصور على منصة "تليغرام" يُظهر وجود حواجز عائمة عند مدخل ميناء بالاكلافا، الميناء الطبيعي الواقع في شبه جزيرة القرم التي تخضع للسيطرة الروسية منذ عام 2014.
ووفقًا لمصادر أوكرانية، فإن هذه الحواجز تُعدّ مؤشرًا على إعادة تفعيل القاعدة السوفيتية السرية السابقة للغواصات، المعروفة باسم "الموقع 825 GTS"، والتي ظلت مهجورة لعقود.
عودة النشاط العسكري إلى القاعدة السرية
أفادت مجموعة "أتاش"، وهي حركة مقاومة تتارية موالية لأوكرانيا، عبر "تليغرام"، بأن روسيا أعادت استخدام القاعدة السرية الواقعة تحت الأرض، والتي حُولت سابقًا إلى متحف، لأغراض عسكرية، وفقًا لما نقله موقع "راديو أوروبا الحرة".
وذكرت المجموعة أن إقامة "حواجز مضادة للمركبات المسيرة البحرية" عند مدخل الميناء يعزز الدلائل على أن الموقع عاد للاستخدام العسكري، خصوصًا في ظل غياب منشآت حساسة أخرى في المنطقة.
من قاعدة عسكرية إلى مرفأ فاخر... ثم العودة إلى الأغراض العسكرية
في عام 2008، أزالت أوكرانيا الطابع العسكري عن ميناء بالاكلافا، لكن عقب سيطرة روسيا على القرم في 2014، شهدت المنطقة تحولًا إلى وجهة فاخرة لليخوت.
غير أن التطورات الأخيرة، لا سيما تصاعد الهجمات الأوكرانية على المواقع الروسية في القرم، دفعت موسكو إلى إعادة النظر في الدور العسكري للميناء.
تاريخ قاعدة بالاكلافا... من السرية إلى الإهمال ثم الإحياء
تأسست القاعدة عام 1961 عندما كانت شبه جزيرة القرم تُعدّ مركزًا بحريًا استراتيجيًا للاتحاد السوفيتي. وقد صُممت بطريقة فريدة، حيث استُغل التكوين الطبيعي للمنطقة لحفر نفق بطول 600 متر يمتد من البحر إلى داخل الجبل، مما وفر موقعًا مثاليًا لإخفاء الغواصات.
لم تكن القاعدة مجرد مرفأ للغواصات، بل تضمنت مرافق متطورة، قادرة على استيعاب تسع غواصات مع طواقمها، بالإضافة إلى حوض جاف للصيانة ومستودعات للأسلحة النووية.
خلال الحرب الباردة، تمتعت القاعدة بسرية تامة، ولم يكن يُسمح بالدخول إليها إلا بتصاريح خاصة، بينما كانت الغواصات السوفيتية تنطلق منها خلسة تحت جنح الظلام.
لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انتقلت القاعدة إلى السيادة الأوكرانية وأُهملت لسنوات، ما جعلها عرضة للنهب. وفي أوائل الألفية الثالثة، أُزيلت معظم تجهيزاتها وبيعت كخردة. وبحلول عام 2003، حوّلتها أوكرانيا إلى متحف يوثق التاريخ العسكري السوفيتي.
التطورات الأخيرة... إعادة إحياء القاعدة لمواجهة التهديدات
تشير التقارير إلى أن القاعدة تشهد عمليات بناء جديدة منذ أكتوبر 2022، رغم استمرار استقبال المتحف للزوار. ووفقًا لـ"راديو أوروبا الحرة"، فإن تزايد الهجمات الأوكرانية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى، خاصة على قاعدة سيفاستوبول البحرية، جعل الموانئ الروسية أكثر عرضة للاستهداف، ما قد يدفع موسكو لاستخدام بالاكلافا كملاذ آمن لبعض سفنها.
تغير الاستراتيجية الدفاعية الروسية
يرى خبراء عسكريون أن تطور تقنيات المركبات المسيرة الأوكرانية فرض تحديات جديدة على الأسطول الروسي، ما استدعى إعادة تقييم استراتيجياته الدفاعية. ويُعدّ إعادة تشغيل قاعدة بالاكلافا جزءًا من هذا التكيف مع التهديدات المتزايدة، حيث تسعى موسكو إلى تعزيز تحصيناتها البحرية في مواجهة الهجمات الأوكرانية المتصاعدة.
[caption id="attachment_632030" align="alignnone" width="2405"]
روسيا تعيد افتتاح قاعدة عسكرية سرية مهجورة منذ عقود.. ما الهدف منها؟[/caption]
