في ذكرى حرب أوكرانيا .. حجم الخسائر في كييف وتأثير الصراع على الاقتصاد العالمي
نشر في
24 فبراير, 2025
|
6,054 مشاهدة
في 24 فبراير 2022، شهد العالم بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي تحول إلى أحد أبرز النزاعات العسكرية في القرن الحادي والعشرين، بعد مرور ثلاثة أعوام، لا تزال الحرب تُخلِّف تداعيات إنسانية واقتصادية وسياسية عميقة، لا تقتصر على أوكرانيا وحدها، بل تمتد إلى الاقتصاد العالمي.
الخسائر في كييف والمناطق المجاورة الخسائر البشرية: خلال المرحلة الأولى من الحرب (فبراير–أبريل 2022)، شهدت كييف معارك عنيفة، أبرزها معركة "مطار هوروستوميل" و"معارك إيربين وبوتشا". وفقاً لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، قُتل "مئات المدنيين" في ضواحي كييف، بينما تشير حكومة كييف إلى أن خسائر القوات الأوكرانية في تلك المعارك بلغت آلاف الجنود. في مدينة "بوتشا" وحدها، سُجلت مقتل أكثر من "400 مدني" وفق تحقيق دولي، ما أثار إدانات عالمية لانتهاكات حقوق الإنسان.البنية التحتية تعرضت كييف لدمار جزئي في بنيتها التحتية، خاصة الجسور والطرق الرئيسية ومحطات الطاقة. قدرت خسائر قطاع الإسكان في المنطقة بنحو 30% من المنازل المتضررة أو المدمرة.النزوح واللاجئين: نزح أكثر من 4 ملايين أوكراني داخلياً، بينما فرَّ قرابة 8 ملايين إلى دول أوروبا المجاورة، وفق مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.تأثير الحرب على الاقتصاد العالمي أزمة الطاقة: تسببت العقوبات الغربية على روسيا (المصدر الأول للغاز إلى أوروبا) في ارتفاع أسعار الطاقة العالمية بنسبة 40% عام 2022، وفق صندوق النقد الدولي. دول مثل ألمانيا وإيطاليا واجهت صعوبات في تأمين إمدادات بديلة، مما أدى إلى تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة.أزمة الغذاء: أوكرانيا (مُصدِّر رئيسي للقمح والذرة) شهدت انخفاض صادراتها بنسبة 35% عام 2022، مما أثر على دول تعتمد على الحبوب الأوكرانية، مثل مصر ولبنان والصومال. ارتفعت أسعار القمح العالمية إلى مستويات قياسية، مما زاد من مخاطر المجاعة في الدول الفقيرة.التضخم العالمي: ساهمت الحرب في ارتفاع التضخم إلى 8.7% في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) عام 2022، وفق بيانات البنك الدولي. اضطرت البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم، مما زاد من مخاطر الركود.سلاسل التوريد: تعطلت سلاسل إنتاج المعادن (مثل الألومنيوم والصلب) والرقائق الإلكترونية، مما أثر على قطاعات السيارات والصناعات التكنولوجية.من جانب آخر، وضعت حرب التصريحات النارية المتبادلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره المنتهية ولايته فلوديمير زيلينسكي أوكرانيا أمام خيارات صعبة أحلاها مر، في سياق صراعها مع روسيا، بعد أن تلاشت كل آمالها المتبقية في الحصول على مساعدات أمريكية اعتاشت عليها وحاربت بها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.ونشر موقع "أكسيوس" مقالاً مطولاً أشار فيه إلى أن البيت الأبيض يعتقد أن المساعدات الأمريكية أنقذت زيلينسكي من الموت. ونقل عن مسؤول في البيت الأبيض قوله "زيلينسكي ممثل ارتكب الخطأ المعتاد الذي يرتكبه الأطفال على المسرح، إذ بدأ يعتقد أنه الشخصية ذاتها التي يجسدها". وأضاف "لكن لو لم نرسل الملايين كمساعدات له، لكان يرقد على عمق مترين تحت الأرض".و دعا مقربون من الرئيس الأمريكي، زيلينسكي الذي انتهت صلاحياته الرئاسية خلال مايو (أيار) 2024 إلى مغادرة أوكرانيا على وجه السرعة، ونقلت صحيفة "نيويورك بوست" عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله إن "الخيار الأفضل لزيلينسكي والعالم هو رحيله الفوري إلى فرنسا".وأثار زيلينسكي غضب الرئيس الأمريكي بعد ان رفض التوقيع على اتفاق لاستغلال الولايات المتحدة نصف المعادن النادرة في البلاد، كرد جميل للمساعدات الأمريكية السخية، مما دفع ترامب لنشر رسالة وصف فيها زيلينسكي بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات".وبعد أعوام من الحرب، لا تزال أوكرانيا تدفع ثمناً بشرياً واقتصادياً فادحاً، بينما يواجه العالم تداعيات متشعبة تتراوح بين الأزمات الإنسانية والاضطرابات الاقتصادية. رغم الجهود الدولية لإعادة الإعمار (مثل خطة الاتحاد الأوروبي البالغة 50 مليار يورو)، تبقى الحلول السياسية غائبة، مما يهدد باستمرار الأزمة. في الوقت نفسه، تعيد الحرب تشكيل التحالفات الجيوسياسية وتسرع من تحولات الطاقة العالمية، مما سيكون له تأثير طويل الأمد على النظام الدولي.