ـ تقرير الأمم المتحدة
في كلمته الافتتاحية للدورة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رسم المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك صورة قاتمة لموقف "خطير للغاية" في عالم تهيمن عليه الأنظمة الاستبدادية بشكل متزايد. ولم يذكر أي بلد - حتى في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتغيرات الدرامية في الولايات المتحدة، والصين الأكثر حزما. ولكنه قال: إنه من الواضح أن "النظام الدولي يمر بمرحلة تحول جذري". وأضاف: أن صرح حقوق الإنسان الذي بنيناه بجهد كبير على مدى عقود من الزمن لم يتعرض قط لمثل هذا القدر من الضغط". ومن المقرر أن يلقي المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كلمة أكثر تفصيلا أمام المجلس الأسبوع المقبل، حيث سيقوم بتقييم الأحداث في بلدان محددة. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجلس من أن حقوق الإنسان "تختنق" واحدة تلو الأخرى، مضيفا: "من قبل المستبدين الذين يسحقون المعارضة لأنهم يخشون ما قد يفعله شعب يتمتع بالقوة الحقيقية. من قبل النظام الأبوي الذي يمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والنساء من الحصول على حقوقهن الأساسية". وأضاف أن الحكومات التي تقف وراء الحروب "تتجاهل القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، في حين أن الصراعات تحرم الناس "من حقهم في الغذاء والماء والتعليم". وكذلك، حذر تورك أيضاً من أن "الإجماع العالمي بشأن حقوق الإنسان ينهار تحت وطأة المستبدين والرجال الأقوياء والأوليغارشيين". وأوضح أنه "بحسب بعض التقديرات، يسيطر المستبدون الآن على ما يقرب من ثلث اقتصاد العالم ــ أي أكثر من ضعف النسبة التي كانت عليها قبل ثلاثين عاما". وشدد على ضرورة "بذل جهد شامل من جانب الجميع لضمان بقاء حقوق الإنسان وسيادة القانون أساسا للمجتمعات والعلاقات الدولية، إلا فالصورة خطيرة جدًا". وأشار تورك إلى "الاستخدام غير المقيد للقوة من قبل الأقوياء" في القرون السابقة. وقال: "قد يأمر الدكتاتوريون بارتكاب جرائم فظيعة تؤدي إلى وفاة أعداد هائلة من الناس"، مضيفاً: "كن حذرا: هذا يمكن أن يحدث مرة أخرى". وأشار إلى أن بعض القادة المعاصرين "يستشهدون بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب لتبرير الانتهاكات الجسيمة". وحذر من أن "القوى الإقليمية المحايدة أو المعادية لحقوق الإنسان تتزايد نفوذها"، من دون تسمية أي دولة. وأضاف تورك: "في كل مكان، نرى محاولات لتجاهل وتقويض وإعادة تعريف حقوق الإنسان، وخلق ثنائية زائفة تضع الحق في مواجهة الحق في لعبة محصلتها صفر". ومضى، قائلاً: "هناك جهود متضافرة لتقليص المساواة بين الجنسين، وحقوق المهاجرين، واللاجئين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والأقليات من جميع الأنواع". وأعرب تورك، عن قلقه إزاء الدور الذي تلعبه التقنيات الرقمية، وحذر من أنها "تُستخدم على نطاق واسع لقمع وتقييد وانتهاك حقوقنا". وأشار إلى "المراقبة، والكراهية عبر الإنترنت، والمعلومات المضللة الضارة، والمضايقة والتمييز المدمج" - وهي التهديدات التي جعلتها الذكاء الاصطناعي أكثر حدة. وعلى وجه الخصوص، حذر تورك من أن تجزئة منصات التواصل الاجتماعي تؤدي إلى "عزلة الأفراد، وتفتيت المجتمعات، وفقدان المساحة العامة المشتركة". وفي عالم مليء بالاضطرابات ويواجه أزمة مناخية تعتبر "كارثة لحقوق الإنسان"، حذر تورك من أن التفاوتات والظلم المتفشيين يحفزان التوترات الاجتماعية المتزايدة ويولدان "الاستياء، الذي غالبا ما يستهدف اللاجئين والمهاجرين والأكثر ضعفا". وأشار إلى أن "الواحد في المائة الأكثر ثراء يسيطرون على ثروة أكبر من تلك التي تسيطر عليها غالبية البشرية".[caption id="attachment_631682" align="alignnone" width="2405"]
