بعد أن أعلن المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري حسن الدغيم، اليوم الأحد، أن المؤتمر سيعقد أولى جلساته بعد غد، انهالت الانتقادات وتوالت الاعتذارات بسبب الوقت الضيق والمفاجئ الذي يحول دون وصول العديد من السوريين خارج البلاد.
وبدأت سلسلة الاعتذارت، بتقديم السياسي السوري البارز، جورج صبرة، اعتذاره عن الحضور بسبب ضيق الوقت وتعقيد إجراءات السفر، حيث كتب على حسابه بمنصة x: "إنه تلقى دعوة للمشاركة بمؤتمر الحوار غداً وبعد غد في دمشق، لكنه أكد أنه اعتذر عن تلبية الدعوة بسبب ضيق الوقت واستحالة الحضور، قائلاً: إنه “يعيش في باريس منذ زمن”، وبالتالي فلا وقت سانح للسفر في هذا الوقت القصير".
ولم تمر سوى ساعات حتى اعتذرت أيضاً السياسية السورية، سهير الأتاسي، عن الحضور، لنفس الأسباب تقريباً.
من جانبه نشر سفير الائتلاف السوري السابق في واشنطن قتيبة الإدلبي، اعتذاره عن الحضور بسبب "الحيز الزمني الضيق "، متمنياً للحاضرين التوفيق والنجاح.
وانهالت الانتقادات على المؤتمر بين أوساط السوررين بسبب تحديد الموعد المفاجئ، بعد أن كانت بالكاد تنتهي الجلسات الحوارية التمهيدية بالمحافظات السورية، وتقديم الدعوات قبل وقت قصير جداً، لا يصل إلى أكثر من 48 ساعة فقط.
ووصف عدد من السوررين تلك الدعوات بأنه "رفع عتب" بسبب غياب الشخصيات البارزة والقامات الوطنية المهاجرة خارج البلاد، بينما ذهب آخرون للتأكيد على ضرورة عقده بسرعة لإيجاد الحلول القانونية والدستورية لمنع استمرار الفراغ بالبلاد.
[gallery ids="631584,631585,631586,631587,631588,631589"]
وكانت اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر تعرضت لانتقادات منذ بدء عملها بعد أن تداول ناشطون توجيه دعوات لشخصيات فنية ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، لحضور المؤتمر، حيث تساءل السوريون عن دور هذه الفئات بمثل المؤتمر المهم في مستقبل البلاد.
وقال الدغيم، في مؤتمر صحفي بدمشق-، إن من المقرر أن يستمر المؤتمر يومين ولكن يمكن تمديده إذا لزم الأمر.
وأضاف أن المؤتمر الوطني سيكون حواراً بين السوريين وليس للمجرمين الذين دعموا النظام المخلوع، مشيراً إلى أن توجيه الدعوات داخل سوريا وخارجها بدأ اليوم على أن يكون وصول الشخصيات المشاركة اعتبارا من يوم غد.
وقال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية إن المؤتمر قد يكون بداية لمسار طويل، وتابع أن ذلك جاء بعد لقاءات أجريت مع مختلف أطياف المجتمع السوري بشأن قضايا العدالة الانتقالية والدستور وإعادة بناء المؤسسات.
وأكد أن التوصيات التي ستصدر عن الحوار الوطني لن تكون مجرد نصائح وشكليات، بل سيُبنى عليها من أجل الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات.
وكشف الدغيم أن أجندة المؤتمر تتضمن 6 محاور مع إمكانية إضافة محاور أخرى، وأوضح أن الوصول إلى المواطنين في الرقة ودير الزور لن يكون من خلال بوابة ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كما أن ذوي الضحايا والشهداء والأيتام سيتم تمثيلهم في المؤتمر.
وقالت اللجنة التحضيرية إن تشكيل الحكومة الانتقالية بعد الحوار سيمكن من الاستفادة من مخرجاته، معتبرة أن الحوار ليس مجرد مؤتمر أو فعالية مرحلية، بل هو نهج مستدام لحل القضايا الوطنية تدريجيا وبمسؤولية.
وأصدر الرئيس السوري أحمد الشرع في 12 فبراير/شباط الجاري قرارا يقضي بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني.
[caption id="attachment_631561" align="alignnone" width="2405"]
استياء شعبي من تنظيم مؤتمر الحوار الوطني واعتذارات بالجملة عن الحضور[/caption]
