حذّرت الولايات المتحدة من محاولات إيرانية لإعادة تثبيت وجودها في سوريا، وسط مخاوف من تأثير ذلك على استقرار البلاد، بعد سقوط حليفها الأسد ونظامه.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، السبت، أكدت القائمة بالأعمال الأمريكية، السفيرة دوروثي شيا، أن هناك دلائل واضحة على سعي إيران لإعادة نفوذها في سوريا بطرق وصفتها بـ"الخبيثة".
وقالت شيا: "لهذه الأسباب، يجب علينا جميعًا أن ندعو إيران إلى الكف عن تقويض استقرار سوريا وأمنها"، مشددة على ضرورة التصدي لهذه التحركات.
وأشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي حذر من تحول سوريا إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية، مؤكدًا ضرورة منع الأطراف الخارجية من استغلال المرحلة الانتقالية لتحقيق أجنداتها.
مخاوف أمريكية متزايدة
قبل أيام، وجهت شيا تحذيرًا مماثلًا بشأن محاولات إيران زعزعة استقرار سوريا، معربة عن قلق واشنطن إزاء تقارير تفيد بتشكيل مجموعات مسلحة جديدة تحرّض على العنف وتسعى لجرّ إسرائيل إلى مواجهة مباشرة.
وأضافت أن هذه المجموعات تتلقى دعمًا ماليًا ولوجستيًا من إيران، رغم انسحاب طهران من الأراضي السورية عقب سقوط النظام.
ردود فعل إقليمية
أثار سقوط النظام السوري صدمة في طهران، حيث عبّر مسؤولون إيرانيون عن قلقهم من مستقبل البلاد.
وفي 24 ديسمبر 2024، صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن الوضع في سوريا لا يزال غير واضح، مشيرًا إلى أن هناك العديد من العوامل التي ستؤثر في مستقبلها. وأضاف: "من المبكر إصدار أي أحكام بهذا الشأن".
وردًا على هذه التصريحات، شدد وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، على ضرورة احترام إيران لسيادة سوريا، محذرًا من أي محاولات لنشر الفوضى في البلاد، ومحمّلًا طهران مسؤولية تداعيات مواقفها.
من جانبه، وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، سقوط رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، بأنه "حالة من الفوضى"، متهمًا المعارضة السورية بالمسؤولية عن هذا الوضع.
وفي سياق متصل، أعلن قائد "الحرس الثوري الإيراني"، حسين سلامي، أن الأوضاع في سوريا لن تبقى على حالها، ملمحًا إلى وجود تحركات قد تغير المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
تقارير عن تحركات إيرانية في العراق
في 11 فبراير، نقلت صحيفة "تركيا" عن اجتماع عُقد في مدينة النجف العراقية، ضم قيادات من "الحرس الثوري الإيراني" وضباطًا سابقين من جيش النظام السوري، لمناقشة سيناريو انقلاب على الحكومة الجديدة في دمشق.
غير أن الحكومة العراقية نفت وجود أي نشاط عسكري لمقاتلين سوريين داخل أراضيها بهدف زعزعة الاستقرار في سوريا.
[caption id="attachment_631310" align="alignnone" width="2405"]
الولايات المتحدة تحذر من "خطط إيرانية" لزعزعة الاستقرار في سوريا[/caption]
