كشف مستشار مقرب من الرئيس الأميركي أن سيد البيت الأبيض الجديد "يغيّر قواعد اللعبة بشكل غير متوقع"، وفقاً لموقع "أكسيوس". وأكد أن ترامب لا يخشى العناوين المثيرة أو آراء الخبراء، مشيراً إلى أن لديه رؤية خاصة بشأن الشرق الأوسط، حيث يرى أنه قادر على تصعيد الأوضاع بشكل كبير، وفي الوقت نفسه تقديم خطة أكثر فاعلية.
وأشار المستشار إلى وجود عقبات كبيرة أمام رؤية ترامب، خاصة أن أي خطة تتعلق بغزة ستواجه معارضة شديدة بسبب وجود نحو مليوني فلسطيني يعتبرون القطاع موطنهم، ويرفضون مغادرته رغم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب المستمرة منذ 16 شهراً.
كما أوضح أن فكرة إعادة تشكيل الوضع في غزة كانت مبادرة شخصية من ترامب، وكان يعمل عليها منذ شهرين على الأقل.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول أميركي إن الرئيس تقدم بمقترحه لأن "لا أحد غيره لديه أفكار جديدة بشأن غزة"، معتبراً أن الفوضى ليست مجرد صدفة، بل جزء من استراتيجية ترامب، حيث تعتمد إدارته على زخم الأفكار والأوامر التنفيذية لجعل المعارضة غير قادرة على توحيد موقفها.
مقترح ترحيل الفلسطينيين وإعادة توطينهم يثير عاصفة من الانتقادات
في خطوة أثارت موجة رفض دولية، دعا ترامب مجدداً مصر والأردن إلى استقبال سكان غزة، معتبراً أن الفلسطينيين هناك لا خيار أمامهم سوى مغادرة القطاع أثناء إعادة إعماره بعد الدمار الذي لحق به جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد حماس.
إلا أن تصريحاته الأخيرة حملت تحولاً لافتاً، إذ أكد دعمه لترحيل الفلسطينيين "بشكل دائم"، متجاوزاً اقتراحاته السابقة التي لقيت رفضاً قاطعاً من الدول العربية.
هذا الطرح أثار استنكاراً واسعاً، إذ أعلنت كل من مصر وتركيا والصين وأستراليا وروسيا رفضها القاطع للخطة، مؤكدة تمسكها بحل الدولتين.
كما شددت السعودية على موقفها الثابت من ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة رفضها أي حلول لا تتماشى مع هذا المبدأ.
في المقابل، اعتبر رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، أن ترامب يتخذ "إجراءات جريئة لتحقيق السلام في غزة"، معرباً عن أمله في أن تساهم قراراته في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
كما أيد وزير الخارجية ماركو روبيو المقترح، قائلاً إن الولايات المتحدة "مستعدة لإعادة إعمار غزة وجعلها مزدهرة مجدداً".
ردود فعل إسرائيلية متباينة
في إسرائيل، انقسمت الآراء حول تصريحات ترامب. فقد رحب البيت الأبيض بالمقترح، مؤكداً أن خطة ترحيل سكان غزة تلقى دعماً واسعاً بين الجمهوريين. في المقابل، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، المبادرة بأنها "تفجير سياسي".
أما مصدر سياسي إسرائيلي مطلع، فقد كشف لصحيفة "معاريف" أن نتائج لقاء ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "فاقت كل التوقعات"، مشيراً إلى أن الطرح الأميركي يتماشى مع طموحات إسرائيلية قديمة.
وكان ترامب قد اقترح خلال لقائه نتنياهو فكرة غير مسبوقة تتعارض مع عقود من السياسة الأميركية التقليدية في الشرق الأوسط، حيث أعلن استعداد بلاده لـ"الاستيلاء على غزة" ونقل سكانها إلى مناطق أخرى بشكل دائم.
هذه التصريحات أثارت موجة من الانتقادات، خاصة أن معظم الدول العربية، وعلى رأسها مصر والأردن والسعودية، أكدت رفضها القاطع لأي محاولات لفرض تهجير قسري على الفلسطينيين، وتمسكها بحل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
[caption id="attachment_629068" align="alignnone" width="2405"]

مستشار ترامب يكشف تفاصيل خطته المثيرة للجدل في الشرق الأوسط[/caption]