أغلقت السلطات المحلية في ولاية بومرداس بالجزائر دار النشر "فرانس فانون"، بعد نشرها كتابًا مثيرًا للجدل بعنوان "الجزائر اليهودية"، الذي ألفته الكاتبة الجزائرية المغتربة هدية بن ساحلي.
القرار أثار موجة من الجدل والنقاشات الحادة في الأوساط الثقافية الجزائرية.
وأصدرت دار النشر بيانًا أوضحت فيه أن مقرها، الواقع في بومرداس على بُعد 50 كيلومترًا شرق العاصمة الجزائر، تعرض للإغلاق لمدة ستة أشهر.
وأرجعت السلطات هذا الإجراء إلى نشر الكتاب الذي اعتُبر "يمس بالأمن والنظام العام، وبالهوية الوطنية، ويحمل خطاب كراهية".
وأشارت الدار إلى أن مديرها كان قد وُضع سابقًا تحت الرقابة القضائية بسبب نفس القضية، معتبرة أن "توقيع عقوبتين على نفس الأساس يُعد مخالفة قانونية".
غياب السلطة القانونية للإغلاق
وأكدت دار النشر في بيانها أن القانون الجزائري ينص على أن القضاء هو الجهة الوحيدة المخولة للبت في محتوى الكتب، ولا يحق لأي سلطة إدارية التدخل في هذا الشأن.
وانتقد البيان الإجراء الإداري، مشيرًا إلى أنه يمثل تعديًا على اختصاص القضاء.
ردود فعل واسعة
قرار الإغلاق أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والإعلامية. الإعلامي والناشط السياسي الجزائري ولدي كبير علّق على الواقعة قائلًا: "هناك أكثر من 135 ألف يهودي جزائري غادروا البلاد في عام 1962 إلى فرنسا وإسرائيل.
الدولة الجزائرية عوضتهم والأقدام السوداء بما يقارب 35 مليار يورو منذ الاستقلال".
من جانبه، اعتبر المؤرخ عامر محند عامر أن إغلاق دار النشر هو "إجراء غير مثمر، لا يخدم المعرفة ولا المصلحة العامة للبلاد".
وأكد في تصريح لوسائل إعلام أن "هذه الممارسات محزنة، خاصة أنها تطال دار نشر ذات تاريخ طويل في خدمة الثقافة والفكر في الجزائر".
معالجة القضايا الفكرية
وشدد المؤرخ على أن القضايا الفكرية لا يجب أن تُحل في قاعات المحاكم أو عبر قرارات إدارية، وإنما ينبغي أن تكون محل نقاش مفتوح في الساحة الفكرية والثقافية. وختم بقوله إن هذه الحوادث تعكس أزمة في التعامل مع الفكر والمعرفة في البلاد.
[caption id="attachment_627125" align="alignnone" width="2405"]
كتاب عن "اليهود" يشعل الجدل في الجزائر والسُلطات تتحرك[/caption]
