أصدرت غرفة عمليات "فجر الحرية"، التي تضم فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، بياناً شديد اللهجة يدين التدخلات العسكرية لهيئة تحرير الشام، وذلك على خلفية ما وصفته بـ"التحركات العدوانية" التي تقوض الجهود الثورية ضد قوات (قسد) والنظام السوري.
وجاء البيان في وقت تشهد فيه الساحة السورية تصعيداً عسكرياً متزايداً، حيث تقود غرفة عمليات "فجر الحرية" معارك واسعة ضد "قسد" في مناطق شمال سوريا، بهدف التصدي لما تعتبره المعارضة محاولات انفصالية مدعومة من أطراف خارجية.
وعلى الجانب الآخر، تعمل غرفة عمليات "ردع العدوان" التي تضم هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، في جبهات حلب وإدلب وحماة، لمواجهة قوات النظام السوري وميليشياته.
انتقادات لهيئة تحرير الشام
البيان الصادر عن غرفة عمليات "فجر الحرية" أشار إلى ما وصفه بـ"السياسات العدوانية" لهيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، مؤكداً أن الأخيرة شنت هجمات عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها الفصائل المنضوية ضمن غرفة "فجر الحرية".
وأسفرت هذه التحركات عن سقوط عدد من القتلى في صفوف مقاتلي الغرفة، في خطوة عدّها البيان تعارضاً مع الأهداف الوطنية والثورية المشتركة.
وأكد البيان أن هذه الهجمات تعكس إرادة "غير سليمة" تهدف لتعزيز المكاسب الفصائلية على حساب الوحدة الثورية، وهو ما يتناقض مع الدعوات المستمرة للتنسيق والتعاون بين مختلف القوى المعارضة لمواجهة النظام السوري وإيران وميليشياتها.
رسائل ومطالب
دعت غرفة عمليات "فجر الحرية" هيئة تحرير الشام إلى وقف ما وصفته بـ"العدوان" ضد الفصائل الثورية الأخرى، والتراجع عن الممارسات التي تعزز الانقسامات الداخلية.
كما طالبتها بفتح قنوات التعاون والتنسيق مع كافة الأطراف الثورية، لضمان تحقيق أهداف الثورة المتمثلة بتحرير كامل الأراضي السورية من النظام السوري وميليشياته ومن أي تهديد انفصالي.
وختم البيان بالتأكيد على أهمية الوحدة ونبذ الفرقة، مستشهداً بالآية القرآنية: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، داعياً جميع الفصائل إلى تجاوز الخلافات والعمل سوياً لتحقيق أهداف الثورة.
معارك متواصلة على جبهات متعددة
تأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الجيش الوطني السوري، المدعوم من تركيا، عملياته ضد "قسد" في شمال سوريا.
وتتركز المواجهات في محاور ريف حلب الشمالي والشرقي، حيث تهدف غرفة عمليات "فجر الحرية" إلى السيطرة على المزيد من المناطق وإضعاف نفوذ "قسد".
في المقابل، تشهد مناطق إدلب وحماة وحلب تصعيداً عسكرياً متزايداً من قبل قوات النظام السوري، مما دفع غرفة عمليات "ردع العدوان" إلى تكثيف جهودها للتصدي لهذه الهجمات، واستمرار هجومها الذي تمكنت خلاله من السيطرة على كامل محافظة إدلب ومدينة حلب وأجزاء من حماة.
[caption id="attachment_618805" align="alignnone" width="2405"]

خلافات بين تحرير الشام والمعارضة المدعومة تركياً.. بيان يكشف التفاصيل[/caption]