إفلاس أكبر شركة أوروبية: ضربة قاسية للصناعة الأوروبية في مواجهة الهيمنة الصينية
حيث أعلنت شركة Northvolt السويدية، التي كانت تعد الأكبر في أوروبا بمجال تصنيع البطاريات الكهربائية، عن إفلاسها بعد سلسلة من التعثرات الإنتاجية وفشلها في جذب استثمارات جديدة لدعم عملياتها، ويعتبر هذا الإعلان بمثابة ضربة موجعة للجهود الأوروبية الرامية إلى إنشاء قاعدة إنتاجية مستقلة للبطاريات الكهربائية، قادرة على منافسة الهيمنة الصينية التي تسيطر على السوق العالمي.أسباب الانهيار
وقد بلغت القيمة السوقية المقدرة لشركة Northvolt في عام 2023 حوالي 20 مليار دولار، إلا أن الانهيار السريع للشركة على مدار الأشهر الماضية جاء نتيجة عدة عوامل رئيسية، من أبرزها الفشل في تحقيق الأهداف الإنتاجية المعلنة، حيث لم تتمكن الشركة من تصنيع العدد المطلوب من بطاريات السيارات الكهربائية لتلبية احتياجات عملائها في السوق الأوروبية، مما أدى إلى فقدان ثقة المستثمرين والعملاء على حد سواء، وهو ما أدى إالى إفلاس أكبر شركة أوروبية.أزمة الصيف الحاسمة
وصلت أزمة Northvolt إلى ذروتها في صيف عام 2024، حين أعلنت شركة بي إم دبليو إلغاء صفقة ضخمة بقيمة 2 مليار دولار كانت مخصصة لشراء بطاريات كهربائية من Northvolt، وهي الصفقة التي تم توقيعها عام 2020، حيث كان من المتوقع أن تكون دعامة أساسية للشركة السويدية، لكن عدم التزام Northvolt بمواعيد التسليم دفع بي إم دبليو إلى اتخاذ القرار الحاسم بإنهاء التعاقد، وقد تركت هذه الخطوة الشركة في وضع مالي حرج، حيث كانت تعتمد بشكل كبير على هذه الصفقة لإعادة ترتيب أوضاعها.
تأثير الأزمة على فولكس واجن
تعد مجموعة فولكس واجن أكبر مستثمر في شركة Northvolt بحصة تصل إلى 21%، كما أن لديها صفقة معلقة مع الشركة بقيمة 14 مليار دولار لتطوير وإنتاج البطاريات الكهربائية، ورغم التصريحات التي أكدت تواصل فولكس واجن المستمر مع Northvolt لإيجاد حلول للأزمة، إلا أن المجموعة رفضت التعليق بشكل مباشر على الوضع الحالي، ويثير هذا الصمت تساؤلات حول تأثير الأزمة على خطط فولكس واجن المستقبلية في قطاع البطاريات الكهربائية.نهاية غير متوقعة
تمثل هذه التطورات نهاية مفاجئة ومؤسفة لطموحات شركة Northvol، التي كانت تُعتبر ركيزة أساسية في استراتيجية السويد لتصبح قوة عظمى في صناعة البطاريات الكهربائية، فقبل عامين فقط، صرحت الحكومة السويدية بأن البلاد على وشك قيادة الثورة الصناعية في هذا القطاع، لكن الواقع الحالي يعكس إخفاقًا كبيرًا لهذه الطموحات.الهيمنة الصينية مستمرة
حيث مع إفلاس أكبر شركة أوروبية، يبدو أن الشركات الصينية ستواصل هيمنتها المطلقة على سوق البطاريات الكهربائية العالمي، وتشير الإحصاءات إلى أن الصين تستحوذ على حصة تبلغ 85% من السوق، وهو ما يجعل المنافسة الأوروبية شبه معدومة في الوقت الراهن، وبغياب بدائل أوروبية قوية، من المتوقع أن تستمر الصين في تعزيز مكانتها في هذا القطاع الحيوي لسنوات عديدة قادمة.تأثيرات مستقبلية
إفلاس أكبر شركة أوروبية يمثل درسًا مهمًا للصناعة الأوروبية، خاصة في ظل الحاجة الملحة إلى تقليل الاعتماد على الموردين الصينيين وتعزيز الإنتاج المحلي، ورغم أن هذا الانهيار قد يُضعف الثقة في قدرة أوروبا على تحقيق أهدافها في التحول نحو الطاقة النظيفة، إلا أنه يبرز ضرورة إعادة تقييم السياسات والاستراتيجيات الصناعية لتجنب تكرار مثل هذه الإخفاقات.