لقي 36 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 50 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مدينة تدمر الواقعة في وسط سوريا، بحسب مصدر عسكري نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأوضح المصدر أن الهجوم، الذي وقع ليل الثلاثاء/الأربعاء، استهدف عدداً من الأبنية داخل المدينة وألحق أضراراً مادية جسيمة بالأبنية المستهدفة وبالمنطقة المحيطة.
تفاصيل الهجوم ومنطقة الانطلاق
بحسب المصدر العسكري، جاء القصف "من اتجاه منطقة التنف"، وهي منطقة معروفة بوجود قاعدة عسكرية أمريكية تستخدمها القوات الدولية لمراقبة النشاطات في البادية السورية.
الهجوم استهدف منشآت متعددة، بما في ذلك أبنية سكنية ومرافق صناعية وفقاً لتقارير وسائل إعلام محلية مقربة من النظام السوري.
ردود فعل إسرائيلية غائبة
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي بشأن العملية.
يُشار إلى أن إسرائيل نادراً ما تعترف فوراً بمسؤوليتها عن الهجمات داخل الأراضي السورية، لكنها تؤكد مراراً سعيها لقطع خطوط الإمداد العسكري للميليشيات الموالية لإيران وحزب الله.
الأهمية الاستراتيجية لتدمر
تقع مدينة تدمر وسط منطقة صحراوية شاسعة، وتتبع إدارياً لمحافظة حمص. ومن الشرق، تمتد إليها أراضٍ صحراوية واسعة تُعرف بانتشار ميليشيات موالية لإيران فيها. وتعتبر المدينة منطقة استراتيجية لكونها تقع على طرق الإمداد التي تستخدمها طهران لنقل الأسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان.
تقارير محلية وغربية سلطت الضوء على أهمية تدمر منذ التدخل الإيراني في سوريا بعد عام 2012، حيث أصبحت نقطة رئيسية لنشاط الميليشيات الإيرانية وتحركاتها العسكرية.
سياق التصعيد الإسرائيلي في سوريا
الهجوم الأخير يأتي في سياق سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي تصاعدت خلال الأشهر الماضية في سوريا.
وقبل أيام، استهدفت إسرائيل حي المزة في دمشق، حيث أعلنت عن مقتل قادة من حركة "الجهاد الإسلامي".
الحركة أكدت حينها مقتل مسؤولين كبار في صفوفها وتم دفنهم في مخيم اليرموك جنوب دمشق.
تقول إسرائيل إنها تهدف من هذه الهجمات إلى تعطيل شحنات الأسلحة التي تنقلها إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السورية. هذه الشحنات، وفقاً لمصادر إسرائيلية، تتم عبر طرق استراتيجية فتحتها طهران خلال الحرب السورية لتعزيز وجودها الإقليمي وتأمين دعم حلفائها.
[caption id="attachment_616407" align="alignnone" width="2405"]

سوريا تكشف نتائج ضربة إسرائيلية "قوية" استهدفت تدمر[/caption]