في ظل تصاعد التوترات الدولية واستمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، اتخذت السويد وفنلندا خطوات لتعزيز جاهزيتهما للأزمات والحروب المحتملة.
فقد بدأت السويد يوم الاثنين في توزيع ملايين المنشورات على السكان لإرشادهم حول كيفية التعامل مع حالات الطوارئ، بينما أطلقت فنلندا موقعًا إلكترونيًا جديدًا يركز على الاستعداد للأزمات.
تحول استراتيجي في شمال أوروبا
وتخلت السويد وفنلندا عن سياسة الحياد العسكري التي تبنتاها لعقود طويلة وانضمتا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد الحرب الروسية بأوكرانيا عام 2022.
هذه الخطوة جاءت استجابة لتغيرات جذرية في البيئة الأمنية، إذ أكد مدير وكالة الطوارئ المدنية السويدية، ميكائيل فريسل، أن "الوضع الأمني خطير، وعلينا جميعًا تعزيز قدرتنا على الصمود أمام الأزمات المختلفة وحتى الحروب".
إجراءات السويد لتعزيز الجاهزية
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، عملت السويد على رفع مستوى استعداد مواطنيها للصراعات المحتملة. وشملت الإجراءات:
- 1. إعادة التجنيد الإجباري: أعيد فرض الخدمة العسكرية الإلزامية بعد تعليقها لسنوات.
- 2. زيادة الإنفاق العسكري: رفعت السويد ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير.
- 3. تعزيز البنية التحتية: أُعيد فتح حامية عسكرية في جزيرة جوتلاند، وتم تحسين الملاجئ، وتعزيز شبكات المياه والنقل.
- 4. مكافحة التضليل: أنشأت الحكومة وكالة للدفاع النفسي لمواجهة الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة.
الكتيب الإرشادي "إذا حدثت أزمة أو حرب"
بدأت السويد في توزيع كتيب محدث يتضمن إرشادات حول كيفية التصرف خلال الحروب والكوارث الطبيعية والهجمات الإلكترونية.
الكتيب، المكون من 32 صفحة، يُرسل إلى 5.2 مليون أسرة، ويحتوي على نصائح لتخزين الغذاء والماء، وحيازة النقود، وزراعة المحاصيل في المنازل.
ورغم أن الكتيب لا يذكر روسيا أو أوكرانيا بالاسم، إلا أن السياق الأمني الحالي يجعل رسائله واضحة. ويأتي هذا الإصدار كنسخة محدثة من كتيب يعود آخر توزيعه إلى عام 2018، مع تركيز أكبر على التحضير للحروب.
تصاعد التحذيرات الرسمية
في يناير الماضي، أثار وزير الدفاع المدني السويدي، كارل أوسكار بوهلين، جدلًا واسعًا عندما حذر من احتمالية وقوع حرب في السويد. كما دعا رئيس الجيش السويدي المواطنين إلى الاستعداد النفسي للصراعات العسكرية.
فنلندا تواصل الاستعداد الأمني
على الجانب الآخر، أطلقت فنلندا موقعًا إلكترونيًا جديدًا يقدم إرشادات للاستعداد للأزمات. ومع حدود تمتد 1340 كيلومترًا مع روسيا، ظلت فنلندا متأهبة لأي تهديدات محتملة.
وفي أعقاب الحرب الروسية بأوكرانيا، أعلنت هلسنكي عن خطط لبناء سياج حدودي بطول 200 كيلومتر مزود بأسلاك شائكة، يُتوقع الانتهاء منه بحلول 2026.
كما أغلقت فنلندا العام الماضي ثمانية معابر حدودية مع روسيا استجابة لما وصفته بهجوم هجين عبر تدفق اللاجئين.
[caption id="attachment_616117" align="alignnone" width="2405"]
دولتان أوروبيتان تدعوان المواطنين للاستعداد للحرب[/caption]
