في تصريح يحمل تهديداً غير مباشر، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتمالية استهداف حقول النفط الإيرانية، وذلك في حال قررت طهران تنفيذ تهديداتها بشن هجوم جديد على إسرائيل.
وفي رسالة باللغة الإنجليزية موجهة إلى الشعب الإيراني، صرح نتنياهو قائلاً: "أي اعتداء آخر على إسرائيل سيؤدي إلى شل اقتصاد إيران". وبحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، جاءت كلمات نتنياهو كتحذير شديد لإيران التي قد تدرس القيام برد انتقامي.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذرت في وقت سابق إسرائيل من التصعيد عن طريق ضرب حقول النفط أو المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن التكهنات تشير إلى أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد لا يعارض مثل هذه الخطوة، خاصة وأن نتنياهو أجرى معه ثلاث مكالمات منذ انتخابه رئيساً، مؤكداً في تصريحات لاحقة أن كلاهما "متفقان بشأن إيران".
وفي معرض حديثه عن الوضع، أوضح نتنياهو أن أي هجوم إيراني على إسرائيل سيحرم إيران من عائدات تقدر بمليارات الدولارات، في إشارة واضحة إلى الأضرار الاقتصادية المحتملة.
ووفقاً لتحليل "جيروزاليم بوست"، فإن إسرائيل قد تستهدف حقول النفط الإيرانية كجزء من استراتيجيتها لإلحاق ضرر اقتصادي واسع بإيران.
تزامن هذا التصعيد مع لقاء بين الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ والرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن في البيت الأبيض، في إطار زيارة تُعد الثالثة من نوعها منذ 2022. وقد شدد هرتصوغ خلال اللقاء على ما تعتبره إسرائيل "الخطر الإيراني"، مشيراً إلى ضرورة الوصول إلى اتفاق يضمن عودة الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة، مشيراً إلى أن هذه القضية ترتبط بشكل مباشر بالنزاع مع إيران.
وتأتي هذه التطورات وسط تغييرات سياسية في كل من واشنطن وتل أبيب، حيث يستعد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في يناير، بينما تسلم يسرائيل كاتس حقيبة الدفاع خلفاً ليوآف غالانت، وتولى جدعون ساعر حقيبة الخارجية خلفاً لكاتس.
وفي خطاب موجه إلى الشعب الإيراني، دعا نتنياهو الإيرانيين إلى العمل مع إسرائيل من أجل تحقيق مستقبل أفضل للمنطقة، قائلاً: "أعلم أنكم لا تريدون هذه الحرب، وكذلك نحن في إسرائيل لا نرغب بها. هناك قوة واحدة تعرض عائلاتكم للخطر: النظام الحاكم في طهران". وأضاف أن الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل كلف إيران حوالي 2.3 مليار دولار، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تستند إلى تقديرات دقيقة.
وعلى الصعيد ذاته، نفذت إسرائيل الشهر الماضي ضربات جوية مستهدفة مواقع إيرانية، شملت منظومات صواريخ وقدرات جوية إيرانية، كجزء من ردها على هجوم صاروخي إيراني جاء انتقاماً لاغتيال عدد من القيادات البارزة في "حماس" و"حزب الله" الإيراني، بالإضافة إلى قيادي في الحرس الثوري الإيراني.
من جانبها، أكدت إيران عزمها على الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير بتوعدها بتنفيذ عملية أوسع من هجوم "الوعد الصادق" الذي شنته ضد أهداف إسرائيلية في الأول من أكتوبر.
[caption id="attachment_615212" align="alignnone" width="2405"]
نتنياهو يلمح إلى طريقة الرد على أي ضربة إيرانية جديدة[/caption]
