في تصريحاته الأخيرة، شبّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الوضع الراهن في مصر بما مرت به البلاد عقب "نكسة 67"، مما أثار تفاعلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد جاءت هذه التصريحات خلال احتفالية بذكرى حرب أكتوبر 1973، التي استعاد فيها الجيش المصري جزءاً من أراضي سيناء بعد احتلال إسرائيلي دام لسنوات.
تعود حرب 1967 إلى يونيو من نفس العام، حيث اندلعت حرب قصيرة الأمد بين إسرائيل ودول عربية من ضمنها مصر، فيما أطلق عليها المصريون "النكسة" بينما عُرفت في إسرائيل بـ"حرب الأيام الستة". وانتهت بتقدم إسرائيلي واسع، مما قاد في السنوات التالية إلى ترتيبات عسكرية وسياسية هامة كان أبرزها معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 بوساطة أميركية، التي وقّعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
وقال السيسي في كلمته إن "التحديات التي تواجه مصر الآن تشبه تلك التي كانت بعد الهزيمة في عام 1967"، مشيرًا إلى أن الخبراء العسكريين آنذاك لم يتوقعوا أن تتجاوز مصر محنة النكسة بسبب قوة التحصينات الإسرائيلية في سيناء آنذاك، المعروفة بـ"خط بارليف"، لكن الشعب المصري أصرّ على تجاوز المحنة وحقق النصر. وذكر السيسي أن الرئيس السادات "دفع حياته ثمنًا لتحقيق السلام" معتبرًا إياها خطوة غير مسبوقة في ذلك الوقت. وأضاف السيسي أن مصر اليوم بإمكانها، بروح الصمود والتحدي ذاتها، تجاوز التحديات الراهنة وتحقيق طموحاتها.
أثارت هذه المقارنة بين الظروف الراهنة و"نكسة 67" ردود فعل متباينة. إذ رأى البعض في تصريحاته اعترافًا بأن البلاد تواجه صعوبات كبيرة، بينما رأى آخرون أنه سعى للتأكيد على قدرة المصريين على تجاوز الأزمات حتى في أحلك الظروف.
وتعيش مصر اليوم أزمة اقتصادية خانقة هي من أسوأ الأزمات في تاريخها الحديث، حيث تجاوز التضخم نسبًا قياسية وتراجعت قيمة الجنيه المصري بشكل ملحوظ، مع نقص في الاحتياطات الأجنبية. ويعاني نحو ثلث المصريين من الفقر، في وقت تعتمد فيه البلاد على الاستيراد لتلبية معظم احتياجاتها الغذائية.
ومع استمرار الأزمة الاقتصادية، ألمح السيسي مؤخرًا إلى احتمال إعادة تقييم برنامج القرض الموسع من صندوق النقد الدولي إذا لم تأخذ المؤسسات الدولية في الاعتبار التحديات الإقليمية الاستثنائية التي تواجه مصر، مشيرًا إلى أن البرنامج يفرض على مصر إجراءات تقشفية تشمل خفض الدعم على بعض السلع الحيوية وتحريك سعر الصرف، وهو ما أثار استياء شعبيًا واسعًا.
وبحسب ما أعلن صندوق النقد مؤخرًا، فإنه يجري العمل مع السلطات المصرية لتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، وهو ما قد يكون محاولة لتخفيف آثار الإصلاحات الاقتصادية القاسية على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
[caption id="attachment_611890" align="alignnone" width="2405"]

ماذا قصد السيسي بتشبيه الوضع في مصر بـ"نكسة 67"؟[/caption]