يتزايد القلق لدى الدول الغربية بشأن التحالف الدفاعي المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية، خاصة في ظل محدودية الخيارات المتاحة لواشنطن للتصدي لهذا التحالف، وفق ما نقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولين أميركيين.
ووصف جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، التقارير التي تشير إلى إرسال 1500 جندي كوري شمالي إلى روسيا بأنها "خطيرة ومثيرة للقلق"، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك يعكس يأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتزايد لتغيير مجرى حربه المكلفة في أوكرانيا.
وفي الوقت الذي يقر فيه المسؤولون الأميركيون ودبلوماسيون من شرق آسيا بصعوبة التصدي لهذا التحالف دون اللجوء إلى الخيار العسكري – وهو أمر مستبعد حالياً – يعترفون بأن واشنطن تجد نفسها عاجزة عن كبح برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، مما يعني عدم قدرتها على منع إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا.
كما أشار هؤلاء المسؤولون إلى أن العقوبات الأميركية التي تُفرض عادة على الخصوم لم تعد فعالة مع كوريا الشمالية، حيث قال أحدهم: "لقد فرضنا عقوبات بالفعل على كوريا الشمالية، وزيادة العقوبات لن تغيّر الكثير."
منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه قبل نحو أربع سنوات، تجاهلت بيونغ يانغ بشكل شبه تام أي محاولات أميركية لفتح حوار، رغم العروض المتكررة من البيت الأبيض لإجراء محادثات "بدون شروط مسبقة". ومع ذلك، لم يأتِ أي رد من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
في ظل هذه الظروف، تجد كوريا الشمالية في تحالفها المتجدد مع موسكو فرصة لكسر عزلتها الدبلوماسية والاقتصادية في مواجهة الضغوط الغربية. وفي المقابل، يبدو أن بوتين مصر على مواصلة هذا التعاون رغم الانتقادات الدولية، بل وذهب إلى حد استخدام الفيتو ضد برامج عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.
تسعى الولايات المتحدة حالياً إلى تعزيز تحالفاتها في شرق آسيا، وزيادة التعاون الدفاعي مع كوريا الجنوبية واليابان، في رسالة واضحة لكوريا الشمالية وداعميها، الصين وروسيا. كما شهد التعاون بين حلفاء واشنطن في آسيا وأوروبا تطوراً ملحوظاً، حيث طلب الناتو من كوريا الجنوبية إرسال وفد إلى بروكسل لتقديم تقارير حول تحركات القوات الكورية الشمالية في روسيا.
إلا أن الغموض يحيط بالدور الذي ستلعبه هذه القوات بالضبط في روسيا، حيث أعرب بعض المسؤولين الأميركيين عن قلقهم من نقص المعلومات حول طبيعة المهام التي قد تُكلّف بها. ويتوقع مسؤولون أوكرانيون أن القوات الكورية الشمالية قد تُستخدم في القتال المباشر ضد أوكرانيا، فيما يرى آخرون أن تلك القوات قد تحصل على تدريب تقني من روسيا، يشمل التعرف على الأنظمة الدفاعية الغربية.
[caption id="attachment_610941" align="alignnone" width="2405"]
بعد معلومات عن دخولها الحرب لجانب روسيا.. تقرير أمريكي يكشف "المخاوف" بشأن كوريا الشمالية[/caption]
