تمكن باحثون في علم المحيطات من تطوير أداة مبتكرة لدراسة الكائنات البحرية وسلوكها في أعماق البحار، لبكتشفوا مصدر لصوت غامض فب المحيط.
فريق بحثي بقيادة عالمة المحيطات البيولوجية آن ألين، من مركز علوم مصايد الأسماك بجزر المحيط الهادئ التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في هاواي، كشف عن وجود حيتان "برايد" في المياه الاستوائية والمعتدلة حول العالم. ورغم هذا الاكتشاف، إلا أن حركات هذه الحيتان وتوزيعها الجغرافي لم يكن مفهومًا بشكل كامل.
خلال إحدى مهمات الفريق البحثية في المحيط، التقط العلماء أصواتًا غير مألوفة ذات ترددات محددة. ولرصد هذه الأصوات، استخدم الباحثون أجهزة تسجيل صوتي طويلة الأمد كانت تعمل على مدار أكثر من عقدين. لكن لتحليل هذا الكم الهائل من البيانات الصوتية، استعانت ألين وزملاؤها بخوارزمية ذكاء اصطناعي طورتها شركة غوغل، لفرز البيانات واستخلاص الأصوات البيولوجية.
وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد وجود موسمي لأصوات حيتان "برايد" في مناطق مثل أرخبيل ماريانا وجزيرة ويك خلال ساعات معدودة. وتشير النتائج إلى أن هذه الأصوات قد تكون نداءات خاصة بهذا النوع من الحيتان.
وتتزامن هذه الأصوات الموسمية مع هجرة حيتان برايد عبر خطوط العرض المنخفضة والمتوسطة، حيث تم رصد ذروتين لهذه الأصوات: واحدة بين فبراير وأبريل، والأخرى بين أغسطس ونوفمبر، حينما تمر الحيتان عبر مناطق التسجيل.
وأوضحت الوكالة أن تتبع هذه الأصوات يتيح للعلماء اكتشاف وفهم أنماط هجرة حيتان برايد بشكل أفضل. كما أن أداة الذكاء الاصطناعي يمكن تعديلها لرصد أصوات أخرى، مما سيساعد في تتبع حركة الثدييات البحرية الأخرى.
يأمل العلماء أن تساهم هذه الاكتشافات في تطوير استراتيجيات لحماية هذه الحيتان الضخمة التي تسكن أعماق محيطاتنا، وفقًا لدراسة نشرت على موقع "sciencealert".
الجدير بالذكر أن حوت برايد هو واحد من الحيتان الكبيرة التي تشمل أيضًا الحيتان الزرقاء والحدباء. وقد سميت حيتان برايد بهذا الاسم نسبةً إلى يوهان برايد، النرويجي الذي أسس أولى محطات صيد الحيتان في جنوب أفريقيا في أوائل القرن العشرين.
[caption id="attachment_606070" align="alignnone" width="2405"]

علماء يكتشفون مصدر صوت "غامض" في قاع المحيط[/caption]