اكتشف فريق من المتطوعين خلال عمليات التنقيب في موقع أثري شمال فرنسا زجاجة تحتوي على رسالة يعود تاريخها إلى 200 عام.
الزجاجة، التي وُجدت ملفوفة بعناية ومدفونة في إناء داخل قرية قديمة تعود إلى الغال، كانت تحتوي على رسالة كتبها عالم الآثار بي جي فيريت في يناير 1825 أثناء إشرافه على أعمال التنقيب في موقع يُعرف باسم Cité de Limes، وفقاً لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
في الرسالة، أوضح فيريت، المولود في مدينة دييب وعضو في العديد من الجمعيات الفكرية، أنه قاد هذه الحفريات في تلك الفترة في منطقة كبيرة تُعرف باسم معسكر قيصر أو Cité de Limes، مضيفًا أن تحقيقاته في الموقع كانت مستمرة.
نشرت المدينة التي رعت هذه الحفريات في منطقة نورماندي صورة للزجاجة والآثار المرافقة على حسابها على موقع "فيسبوك".
وصف غيوم بلونديل، رئيس الفريق الأثري في الاتحاد الأوروبي، اللحظة التي تم فيها العثور على الرسالة بأنها كانت "لحظة ساحرة تمامًا". وقال: "كنا على دراية بوجود حفريات سابقة في هذا الموقع، ولكن العثور على رسالة قديمة تعود إلى 200 عام كان مفاجأة غير متوقعة تمامًا".
وأضاف بلونديل أنه بالرغم من وجود قصص عن "كبسولات زمنية" تركها البناؤون خلفهم في المنازل، إلا أن العثور على مثل هذه الرسائل في مجال علم الآثار يعد أمرًا نادرًا للغاية، حيث يفترض معظم علماء الآثار أنهم ينجزون العمل النهائي في الموقع ولن يأتي بعدهم أحد.
وقد أكدت السجلات البلدية أن فيريت كان أول من أجرى حفريات في هذا الموقع منذ 200 عام.
وبحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإن أقدم رسالة في زجاجة تم العثور عليها سابقاً كانت تبلغ من العمر 131 عاماً و223 يوماً حين اكتشفها الأستراليان تونيا وكيم إيلمان في جزيرة ويدج بأستراليا في يناير 2018. الرسالة، التي أُلقيت في البحر عام 1886 من قبل قبطان سفينة ألماني، كانت تحتوي على إحداثيات السفينة وتفاصيل رحلتها.
إذا تم التأكد من صحة رسالة فيريت التي يبلغ عمرها 200 عام، فإنها ستكون الأقدم في تاريخ الرسائل المكتشفة داخل زجاجات.
[caption id="attachment_605527" align="alignnone" width="2405"]
اكتشاف أقدم رسالة محفوظة بزجاجة.. علماء يتحدثون عن "حدث نادر"[/caption]
