بدأ قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، بالضغط على القادة العسكريين والسياسيين لدعم عملية عسكرية برية في جنوب لبنان بهدف إنشاء "منطقة عازلة"، وسط استمرار الاشتباكات مع حزب الله المدعوم من إيران، بحسب تقارير إسرائيلية.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية والقناة 13 أن غوردين يسعى للحصول على موافقة صناع القرار للبدء في توغل واسع النطاق داخل الأراضي اللبنانية. ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي أبديا تحفظاتهما بشأن شن حرب على حزب الله في هذا الوقت.
وفقًا للتقارير، يرى غالانت أن الوقت الحالي غير مناسب لمثل هذه الخطوة، حيث يفضل إعطاء فرصة لحلول دبلوماسية قد تؤدي إلى اتفاق وقف إطلاق نار، بالتزامن مع الجهود المبذولة لتحرير المختطفين في غزة. إلا أنه في حديثه مع المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، أشار غالانت إلى أن الخيارات الدبلوماسية لحل الوضع في الحدود الشمالية قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب ارتباط حزب الله بحركة حماس واستمراره في رفض إنهاء الصراع.
وقال غالانت إن "الطريقة الوحيدة لضمان عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم تكمن في القيام بعمل عسكري".
وفي هذا السياق، أوردت تقارير أمريكية وإسرائيلية أن الولايات المتحدة أصدرت تحذيرًا لإسرائيل من مغبة شن حرب على لبنان، مؤكدةً دعمها لحل دبلوماسي لإنهاء التصعيد.
جاء هذا التحذير من هوكستين أثناء اجتماعه مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، حيث أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع بأن واشنطن لا ترى أن توسيع الصراع مع لبنان سيحقق هدف إعادة النازحين الإسرائيليين إلى مناطقهم الشمالية.
وبالعودة إلى مطالب غوردين، أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن غوردين أوصى خلال اجتماعات مغلقة مؤخرًا بضرورة إعطاء الجيش الإسرائيلي الضوء الأخضر للسيطرة على منطقة عازلة في جنوب لبنان.
ويعتقد غوردين أن هذه الخطوة قد تتحقق بسرعة، مشيرًا إلى أن معظم قوات النخبة التابعة لحزب الله إما قُتلت على الحدود أو فرت شمالًا، إضافة إلى نزوح ما يقرب من 80% من المدنيين في جنوب لبنان.
ووفقًا لتقارير أخرى نقلتها "تايمز أوف إسرائيل"، يرى غوردين أن إنشاء منطقة عازلة سيعزز أمن شمال إسرائيل على المدى الطويل ويعطيها قوة تفاوضية أكبر للتوصل إلى حل دبلوماسي في المستقبل.
من جانبه، يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو نحو عملية عسكرية في لبنان، لكن بشكل أكثر محدودية. كما ذكرت تقارير أن أحد مستشاري نتانياهو، الذي لم يُكشف عن اسمه، هدد بإقالة غالانت إذا عرقل أي تحركات عسكرية في الشمال.
تجدر الإشارة إلى أن التوترات بين حزب الله وإسرائيل كادت أن تؤدي إلى حرب شاملة الشهر الماضي، بعد مقتل قيادي بارز في حزب الله في بيروت على يد القوات الإسرائيلية، وذلك ردًا على هجوم صاروخي أودى بحياة 12 طفلاً في هضبة الجولان.
[caption id="attachment_604433" align="alignnone" width="2405"]
جنرال إسرائيلي يطلب الضوء الأخضر لـ"اجتياح" لبنان ووزيران لهما رأي آخر[/caption]
