إذا كنت مقيمًا في بريطانيا أو تخطط لزيارتها، فقد تلاحظ رائحة غير مألوفة في الهواء تشبه رائحة أعواد الثقاب المحترقة. السبب وراء ذلك هو سحابة حمضية ضخمة تغطي الأجواء، تتكون من غاز ثاني أكسيد الكبريت الناجم عن ثوران بركاني حديث في أيسلندا.
هذا الغاز، رغم عدم رؤيته بالعين المجردة، يتميز برائحة مزعجة ويشبه في رائحته الكبريت المحترق. التعرض لهذا الغاز يمكن أن يسبب ضيقًا للأفراد، خاصةً لمن يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية.
بدأت هذه السحابة بالتشكل نتيجة لثوران بركاني جديد في شبه جزيرة ريكيانيس الأيسلندية، حيث اندفعت الصهارة عبر قشرة الأرض تحت ضغط هائل، مما أدى إلى انفجار الحمم البركانية وإطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي.
مع مرور سحابة الغاز عبر الأجواء البريطانية، تزايدت المخاوف بشأن تأثيرها على جودة الهواء، حيث يمكن أن يتسبب استنشاقها في أعراض مزعجة تشمل السعال والتهاب الحلق وصعوبة في التنفس. وحذر الخبراء الفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك كبار السن والمرضى المزمنين.
من جانبه، أشار البروفيسور سيمون كارن من جامعة ميشيغان للتكنولوجيا إلى أن دفعة أخرى من ثاني أكسيد الكبريت في طريقها نحو بريطانيا وأيرلندا بسبب النشاط البركاني المستمر في أيسلندا، وحذر من تدهور محتمل في جودة الهواء خلال الأيام المقبلة.
في ظل هذه الظروف، تبقى السلطات في حالة تأهب ومراقبة مستمرة للوضع، وتحث المواطنين على اتخاذ الحيطة، خاصة أن غاز ثاني أكسيد الكبريت، المعروف برائحته النفاذة، قد يتسبب في تهيجات جلدية حادة عند ملامسته للجلد.
وفي ضوء النشاط البركاني المتزايد، أصدرت وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في بريطانيا تحذيرًا للسفر إلى أيسلندا، مشيرة إلى ضرورة تجنب المناطق المتضررة نظرًا للمخاطر المحتملة.
[caption id="attachment_599827" align="alignnone" width="2405"]

برائحة أعواد الكبريت.. سحابة غازية تغطي سماء بريطانيا والسلطات تحذر[/caption]