انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحية لها، استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ما وصفته بـ"مفاوضات وهمية" على حساب الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.
جاء المقال الافتتاحي يوم السبت تحت عنوان "أستاذ المفاوضات الوهمية"، حيث اعتبرت الصحيفة أن قضية هؤلاء المختطفين الذين تحتجزهم حماس في أنفاقها منذ أكثر من عشرة أشهر، أصبحت هامشية مقارنة بالصراع السياسي الداخلي الذي يتصدره نتنياهو حول هذه القضية.
ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة بقيادة مصر وقطر، وبمشاركة الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب في غزة وتبادل الأسرى، إلا أن نتنياهو يواصل طرح شروط جديدة تعرقل الاتفاقات المقترحة. وكانت هذه الشروط محل تحذير من قبل وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الموساد دافيد برنياع، اللذين اعتبرا أنها تعيق تحقيق أي تقدم ملموس في المفاوضات.
وفي تعليقها على الوضع، أشارت الصحيفة إلى أن الشعب الإسرائيلي، وخاصة عائلات الأسرى، يعيشون في دوامة من الأمل واليأس. فتارة يتحدث نتنياهو عن استعداده للتفاوض ويعطي صلاحيات لفريق المفاوضات، وتارة أخرى يضع شروطًا جديدة أو يعلن في اجتماعات مغلقة أنه لن يكون هناك أي اتفاق، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار المفاوضات واستمرار تدهور أوضاع الأسرى.
الصحيفة سلطت الضوء أيضًا على المحادثات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن حول محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر. ورغم تصريحات نتنياهو بمرونته حول هذه القضية، إلا أن مصادر سياسية إسرائيلية أكدت أن موقفه لم يتغير، ما يعكس تباينًا بين تصريحاته العلنية وما يدور خلف الكواليس.
وفي الختام، شددت الصحيفة على أن نتنياهو يتلاعب بمشاعر الجمهور عبر وعود زائفة بعودة الأسرى، في حين أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث يزداد الوضع تعقيدًا. ودعت الصحيفة الشعب الإسرائيلي إلى اتخاذ موقف واضح من سياسات نتنياهو قبل فوات الأوان، محذرة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تدمير مستقبل الأسرى وزيادة تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.
وشددت أنه “يجب ألا يُسمح له بالاستمرار في إجراء مفاوضات زائفة تتخلى عن المختطفين، وتحرض على حرب يأجوج ومأجوج، وتمهد الطريق لتوسع على شكل ‘سيطرة أمنية إسرائيلية’ في غزة، وهو ما يعني احتلالا ‘مؤقتا’ للقطاع”.
المعارضة الإسرائيلية وبعض المسؤولين الأمنيين، بالإضافة إلى عائلات الأسرى، وجهوا اتهامات صريحة لنتنياهو بتعطيل المفاوضات خوفًا من فقدان دعمه السياسي، حيث هدد وزراء من اليمين المتطرف بسحب دعمهم للحكومة في حال قبول أي اتفاقية تنهي الحرب.
[caption id="attachment_599593" align="alignnone" width="2405"]

نتنياهو يحرض على "حرب يأجوج ومأجوج".. صحيفة إسرائيلية تحذر مما يخطط له[/caption]