عقب إقدام الحكومة الفرنسية على الاعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية، قررت الحكومة الجزائرية سحب سفيرها لدى باريس.
الجزائر تتخذ خطوة ضد فرنسا
وجاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الجزائـرية: "لقد أقدمت الحكومة الفرنسية على إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروض فرضا في إقليم الصحراء الغربية".
وأضاف: "هذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة قد تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين دون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها".
وتابع: "باعترافها بالمخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزعومة، فإن الحكومة الفرنسية تنتهك الشرعية الدولية وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فضلاً عن كونها تتنصل من المسؤوليات الخاصة التي تترتب عن عضويتها الدائمة بمجلس الأمن الأممي".
وزاد: "وعليه قررت الحكومة الجزائـرية سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري، على أن يتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا من الآن فصاعداً قائم بالأعمال".
https://youtu.be/-TrIU4RKvpw?si=9_GoZsCbnZUFaW7-
وفي وقتٍ سابق من اليوم، أعلن بيان للديوان الملكي المغربي اعتراف فرنسا ولأول مرة بسيادة المغرب على الصحراء المستعمرة الإسبانية السابقة التي تنازع المملكة السيادة عليها جبهة البوليساريو الانفصالية.
ونقل الديوان الملكي عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس أنه "يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية".
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية ورد وفي الرسالة ذاتها، والتي تتزامن مع احتفالات رسمية وشعبية في تطوان شمال المغرب بالذكرى 25 لتولي الملك محمد السادس العرش تأكيد ماكرون "ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة والتحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي".
وأضافت الوكالة أن الرئيس الفرنسي شدد على أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت".
ماكرون أضاف أن هذا المخطط "يشكل، من الآن فصاعداً الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
كما تعهد الرئيس الفرنسي بدعم بلاده لخطة الحل المغربية "وخاصة من خلال دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، ولمبعوثه الشخصي"
ودعا في رسالته للعاهل المغربي "للمضي قدماً نحو هذا الحل"، ودعا "جميع الأطراف إلى الاجتماع من أجل تسوية سياسية في المتناول".
[caption id="attachment_595129" align="alignnone" width="651"]

خطوة فرنسية تجاه المغرب تُغضب الجزائر وتدفعها لاتخاذ قرار عاجل ضد باريس[/caption]