فيما يبدو أن المواجهة بين إسرائيل وميليشيا الحوثي ستتسع رقعتها وتتحول إلى حرب طويلة الأمد كما أشار الطرفان في تصريحات رسمية عقب ضربات جوية متبادلة خلال اليومين الماضيين، أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين وخسائر مادية.
وغداة تبني الحوثيين المدعومين من إيران هجوماً بمسيرة مفخخة أوقع قتيلاً مدنياً في تل أبيب، أغارت مقاتلات إسرائيلية على خزانات نفط ومحطة كهرباء في مدينة الحديدة غرب اليمن، سقط على أثره قتلى وعشرات الجرحى.
وفي وقت توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعمليات أخرى ضد الحوثيين "إذا تجرأوا" على مهاجمتهم، قال المتحدث باسم الميليشيا اليمنية إنهم "يعدون العدة لحرب طويلة".
ورداً على تهديد ميليشيا الحوثي بحرب طويلة الأمد، يقول العميد الركن اليمني ثابت حسين لوكالة ستيب الإخبارية مستغرباً: "لا أدري عن أي رد أو عن أي وسائل يتحدثون للرد على هجمات إسرائيل".
ويضيف: "فمقابل إعلان الحوثيين عن هجوم بطائرة مسيرة واحدة على إسرائيل، ردت الأخيرة بهجوم شاركت فيه 12 طائرة".
ويتابع: "من هنا يمكن فهم طبيعة الرد الحوثي أخذاً بعين الاعتبار التفوق العسكري الشامل لإسرائيل"، مضيفاً "لكن أعتقد أن على الحوثيين أن يردوا بأي شكل من الأشكال منفردين أو بالتنسيق مع الجماعات الموالية لإيران وخاصة في لبنان والعراق".
أسلحة الحوثيين
بعد أن كشف الحوثيون عن نوع المسيرة التي ضربت تل أبيب وقالوا إنها قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية ولا تستطيع الرادارات اكتشافها، شككت وسائل إعلام عبرية في قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والرادارت، كما أبدت قلقها ومخاوفها من أن تكون لدى الميليشيا اليمنية أسلحة متطورة فتّاكة.
الخبير العسكري اليمني يقول: "لا توجد لدى الحوثيين أسلحة يمكن أن تشكل مصدر قلق لإسرائيل، لكن الحوثيين يستطيعون استخدام وسائل كالطيران المسير بالتنسيق والتعاون مع حزب الله اللبناني أو الحشد الشعبي العراقي".
ويردف: "الطيران المسير اخترق أجواء تسيطر عليها روسيا العظمى ولا ننسى أن إسرائيل وكذلك روسيا وحتى أوكرانيا أسقطت العديد من الطيران المسير المعادي، ووسائل التعامل مع هذا النوع من السلاح تتطور وتتقدم كل يوم".
ويقول الحوثيون إنهم يصنّعون طائراتهم المسيّرة محلياً، وكشفوا عنها في عرض عسكري أقيم في صنعاء في مارس 2021.
وتتضمن ترسانتهم من الطائرات بدون طيار مسيرات “شاهد-136” الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا ويبلغ مداها حوالى ألفَي كلم، ولدى الحوثيين أيضاً مسيّرات من طراز “صماد 3”.
تجاوز قواعد اللعبة
ففي وقت نددت دول عدة بالهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة باليمن، ذهب خبراء إلى القول إن رد إسرائيل طبيعي وبأن الحوثيين يريدون من مهاجمة تل أبيب تصدير حروبهم الداخلية وفشلهم إلى الخارج، وبالتالي جر اليمن جميعه إلى حرب لن تخرج منها البلاد -التي تعاني أساساً من صراعات داخلية مستمرة منذ أعوام- سالمة.
العميد الركن ثابت حسين يرى أن الصراع مع إيران وأذرعها بالنسبة لإسرائيل "كان محكوماً بقواعد لعبة تحت السيطرة، لكن الحوثيين ربما تجاوزوا خطوط هذه اللعبة لحاجة في أنفسهم وهي تصدير معاركهم إلى الخارج وجر المنطقة النفطية إلى حرب طاحنة وكانهم يقولون: علينا وعلى أعدائنا".
ويكمل: "مع الأسف لن تتضرر لا إسرائيل ناهيك عن أمريكا، سيتضرر أكثر وأكثر اليمن الجنوبي والشمالي ومصر والدول المطلة على البحر الأحمر".
رسالة إسرائيلية
يوم أمس السبت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مداخلة متلفزة عقب ضربة الحديدة: "لدي رسالة لأعداء إسرائيل: لا تخطئوا. سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل، على كل الجبهات. أي طرف يهاجمنا سيدفع ثمناً باهظاً جداً لعدوانه".
وحول ما إذا كانت إسرائيل ستنجح في التعامل مع الحوثيين عبر الضربات الجوية فقط، يقول الخبير العسكري: "على مر التاريخ والحاضر ومستقبلاً، الضربات الجوية والصاروخية وحدها لم ولن تحسم الحروب أو المعارك؛ الحسم ممكن فقط بالمعارك البرية بإسناد جوي وبحري ومحلي هذا أولاً".
ويضيف: "ثانياً إسرائيل ليست معنية بإسقاط الحـوثيين أو هزيمتهم، بقدر ما هي معنية بالرد على هجمات وتهديدات الحوثيين المدعومين من إيران؛ لذلك أظن إن إسرائيل بضربات أمس ارادت توجيه رسالة مزدوجة لكل من الحـوثيين وإيران".
وبدا واضحاً أن الإسرائيليين أرادوا بقصفهم للمنشآت الحيوية في الحديدة، شل حركة الحـوثيين الاقتصادية والتجارية، بعد أن تركزت الضربات على ميناء المدينة الذي يُعد من أهم الموانئ اليمنية على البحر الأحمر، وشريان الحياة لدى الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية.
ووفقاً لتقديرات وسائل إعلام محلية تجني ميليشيا الحـوثي أكثر من 3 ملايين دولار يومياً من أرباح استيراد وبيع المشتقات النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي ينبئ بضياع قدر كبير من عوائدها.
ويشكل هذا الميناء، الذي يعد الأكبر في اليمن، قيمة اقتصادية وتجارية كبيرة للحـوثيين فهو الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرتا حنيش الكبرى والصغرى، كما يتميز بموقعه الاستراتيجي، وقربه من الخطوط الملاحية العالمية جنوب شرق البحر الأحمر.
ستيب: سامية لاوند
[caption id="attachment_593421" align="alignnone" width="2402"]

هل يمتلك الحـوثيون أسلحة خطيرة تشكل خطراً على إسرائيل؟.. خبير عسكري يمني يكشف أمراً[/caption]