عطل مايكروسوفت.. هل انتهت تداعياته أم ما زال له تأثير على الاقتصاد العالمي؟ خبير يجيب

اتفق معظم الخبراء على أنّ ما حدث أمس هو كارثة تقنية كبيرة أدت إلى خسائر اقتصادية غير مسبوقة، وذلك بسبب خطأ تقني فادح مشترك بين عدّة جهات كبيرة، منها عملاق البرمجيات "مايكروسوفت"، ولكن يبقى السؤال الأهم هنا، هل انتهت تداعياته الاقتصادية بإنتهاء الخطأ وإصلاحه؟.

- عطل مايكروسوفت يؤجج المخاوف الاقتصادية

بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار، تعرضت مطارات ومستشفيات وبنوك في العالم للإصابة بالشلل التام، وذلك على خلفية عطل تقني ضرب مايكروسوفت، استمر لمدة لفترة من الوقت، ريثما تم بعدها إصلاحه وعودت الأمور على طبيعتها بشكل تدريجي.

ووفقا لـ "CNBC"، فإن هذا الخلل كبدّ شركة مايكروسوفت خسارة بلغت 60 مليار دولار في قيمتها السوقية، بعدما انخفض سهمها بنسبة 2% في تداولات ما بعد الإغلاق نتيجة لعطل تقني أصاب عدة شركات عالمية.

وكانت منصة Downdetector قد أفادت أيضاً، بحدوث عطل مفاجئ في منصة أمازون العالمية بعد ساعات قليلة من عطل مايكروسوفت، والذي استمر لبضع ساعات.

وكل هذه الأمور مجتمعة، خلق توتر وخوف عالمي من تكرار هذا الخلل في المستقبل ومن آثاره الاقتصادية.

وفي هذا الصدد، قال الخبير بالشأن الاقتصادي، رضوان الدبس، في حديث خاص لوكالة "ستيب الإخبارية": بالنسبة لما حدث خلال الـ 24 الماضية، كان أمراً مخيفاً للغاية للعالم أجمع، فهذه أول مرة يشعر بها العالم أن خلل تقني بسيط سيربكه بهذا الشكل الكبير".

وأضاف: أن "هذا الخلل فتح المجال لكثير من النقاط التي سنشهد ظهورها خلال الأيام القادمة، وهي وضع بدائل جاهزة في حال تكرار مثل هذا الخطأ، خاصةً وأن القائمين على الأمر، أكدوا أن ما حصل مجرد خلل بسيط، وهو ليس هجوم سبراني أو عمل إرهابي إلكتروني أو فيروس، وإنما فقط خلل تقني بسيط".

وأوضح أن "ما صدم العالم، هو مدى تأثر الشركات العملاقة من مطارات عالمية ومستشفيات وسكك حديدية وبنوك بهذا الخلل البسيط غير المتوقع بالأساس، وهو ما سيفتح خلال الأيام القادمة الباب أمام البدائل المحتملة".

وتابع: أن ما حدث، دفع العالم للتساؤل عن مدى تأثر الاقتصاد العالمي بخلل أكبر على سبيل المثال، فخلل بسيط لم يستغرق إصلاحه سوى عدة ساعات خلف مليارات الدولارات من الخسائر فكيف بخلل كبير قد يستغرق إصلاحه ربما أيام، فمن المؤكد أنه سيخلف حينها كارثة اقتصادية، وهذا ما سيدفع العالم للبدء بإعداد الخطط البديلة للمواجهة بأي لحظة.

أما بالنسبة لاستمرار تأثير تداعياته الاقتصادية على العالم، فما زال حتى اللحظة غير واضح تماماً حجم الخسائر الفادحة التي تكبدها الاقتصادي العالمي نتيجة هذا الخلل، وذلك لأن الشركات التي تأثرت به ما تزال تقبع تحت تأثير صدمة ما حدث وإعادة إصلاح الفوضى التي خلفها. 

ولكن أوضح أن ما حدث لفت أنظار العالم إلى نقطة خطيرة للغاية، وهي أن العالم كله يقبع تحت سيطرة هذا الشركة، وأنه في لحظة من اللحظات إذا أرادت هذه الشركة أن تقفل برنامجها لسبب من الأسباب، قد يتوقف العالم.

وأكد أن ما حدث شي جديد على العالم، لم يحدث من قبل وهذا ما سبب صدمة للجميع، مشيراً إلى أن تداعياته اقتصادي على الشركات المتضررة قد تنتهي خلال الأيام القادمة بتعويض أصحاب الخسائر، أما تداعياته الاقتصادية على العالم ككل فلن تنتهي بهذه البساطة، وإنما سيبدأ العالم هنا بالبحث عن البدائل والحلول، والتي ربما يستغرق إيجادها مدة زمنية ليست قليلة.

والجدير ذكره أن المطارات والبنوك ووسائل إعلام العالمية شهدت أمس الجمعة، اضطرابات كبيرة في أنظمة تكنولوجيا المعلومات، وتوقفت الرحلات في مطارات عالمية عديدة، وتأثرت شركات ضخمة وعدة بنوك.

اقرأ أيضاً:

))مكالمة هاتفية تجمع ترامب مع زيلينسكي.. ما قصة الاتصال وما دار بينهما