أثار الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي اليمنية على تل أبيب في الساعات الأولى من صباح الجمعة، سلسلة من التساؤلات حول كيفية اختراق المسيّرة المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، وسبب الفشل برصدها وتدميرها، حيث أنها ليست الأولى التي تسقط داخل الأراضي المحتلة قبل اكتشافها.
سبب فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية
يقول الخبير العسكري المصري، اللواء محمد عبد الواحد، في حديث لوكالة ستيب نيوز: "صواريخ إيران رخيصة الثمن والتي تطلق من إيران ولبنان والعراق واليمن على إسرائيل استطاعت تجاوز الخطوط الحمراء الإسرائيلية، وفرضت عليها قواعد اشتباك جديدة، ونجحت فى خداع القبة الحديدية و مقلاع داود واخترقت العمق الإسرائيلي ووصلت إلى أماكن حساسة في إسرائيل لم تشهدها من قبل، فقد وصلت تلك الصواريخ إلى إيلات و بئر سبع والقدس و ديمونة والنقب و كريات شمونة و سديروت وتل ابيب".
ويضيف: "واضح أن هناك خلل في المنظومات الدفاعية الإسرائيلية مثل الباتريوت والقبة الحديدية المنظومة الأرضية "مقلاع داوود" التي تصدر منها لدول أخرى مثل ألمانيا، وتفتخر فيها بأنها الأحدث بالعالم، إضافة إلى وجود مهام المقالات الجوية التي تعمل بدوريات مستمرة لحماية الأجواء".
ويشير" عبد الواحد "إلى أن الصدمة حصلت في إسرائيل منذ أن أطلقت إيران مئات المسيرات والصواريخ "رخيصة الثمن" باتجاه أهداف في إسرائيل رداً على ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث لولا المساعدة الأمريكية والبريطانية لكان قد وصل الكثير منها.
ويتابع الخبير العسكري: "من الواضح أن الصواريخ الإيرانية لديها "بصمة" ضعيفة للغاية وبالتالي يصعب التقاطها، وكان من الواضح أيضاً أن المادة التي تصنع منها المسيرات الإيرانية "رخيصة للغاية" ولم يتم اكتشافها على الرادارات بإسرائيل، وهذا ما يؤكد وجود خلل في المنظومات الدفاعية الإسرائيلية".
ويوضّح أن الرحلة من اليمن إلى إسرائيل تتجاوز 12 ساعة وكان من المفروض أن الرادارات الإسرائيلية قد كشفت الطائرة المسيرة الحوثية قبل أن تصل تل أبيب أو على الأقل المقالات الحربية التي تقوم بدوريات لحماية الأجواء.
ويشرح قائلاً: "هناك دور لارتفاع هذه المسيرات حيث تطير على ارتفاع منخفض نسبياً، إضافة أيضاً إلى هناك "مناطق ميتة" في مواقع بين الرادارات نتيجة تداخل موجاتها، ويبدو أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية وصلت لبعض من هذه المناطق".
استهداف تل أبيب
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن مسيرة هجومية استهدفت تل أبيب وانطلقت "بحسب تقديرتنا" من اليمن، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 8 آخرين بجروح طفيفة.
وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي "إن التحقيق الأولي أظهر أن المسيرة إيرانية الصنع من طراز صماد-3 واستخدمت في الهجوم الذي انطلق من اليمن بحسب تقديرنا".
ونقلت وكالة رويترز عن الحوثيين قولهم في بيان، إن الهجوم حدث "بطائرة مسيرة"، وإن "منطقة تل أبيب ستكون هدفاً أساسياً في مدى أسلحتهم".
وفي وقت سابق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن الجيش الإسرائيلي، قوله إن السبب وراء عدم اعتراض الطائرة المسيرة كان "خطأ بشريا".
ولم يكن هذا الهجوم الأول الذي يستهدف إسرائيل انطلاقا من اليمن، حيث قال الجيش إنه "حتى الآن أطلِقت العشرات العديدة من المسيّرات، التي تم اعتراض أو إسقاط معظمها في طريقها أو قبل تسللها لأراضي إسرائيل من قبل فرقة عمل أمريكية بقيادة القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة (سنتكوم) ومن قبل المنظومات الدفاعية التابعة لسلاح الجو".
https://www.youtube.com/watch?v=niyB5Q2stnY
[caption id="attachment_593043" align="alignnone" width="2405"]

خبير عسكري يكشف سبب فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية باعتراض مسيّرة الحوثي بعد ضرب تل أبيب[/caption]