أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، أنه سيبدأ في إصدار مذكرات استدعاء لتجنيد اليهود المتدينين الحريديم اعتبارًا من الأحد المقبل، مما أثار غضبهم وأدى إلى خروجهم في مظاهرات احتجاجًا على هذا القرار.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه بدأ عمليات الاختيار والتقييم استعدادًا لتجنيد الحريديم، وذلك بناءً على قرار المحكمة العليا في البلاد الصادر مؤخرًا.
وفي الشهر الماضي، حكمت المحكمة الإسرائيلية العليا بضرورة أن تبدأ الحكومة في تجنيد طلاب المعاهد الدينية، مما أثار جدلًا سياسيًا واسعًا.
وجاء في نص الحكم الصادر بالإجماع: "في خضم حرب صعبة (غزة)، يبدو أن عبء عدم المساواة أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى".
يفرض القانون الإسرائيلي على معظم اليهود الخدمة العسكرية ابتداءً من سن 18 لمدة 32 شهرًا للذكور، و24 شهرًا للإناث.
أما أبناء الأقلية العربية، التي تشكل 21% من سكان إسرائيل، فهم معفيون من الخدمة، على الرغم من أن بعضهم يخدم طوعًا. وقد استمر إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية المتزمتين إلى حد كبير منذ عقود.
في العام الماضي، انتهى سريان قانون يمنح الإعفاء لطلاب المعاهد الدينية، إلا أن الحكومة استمرت في إعفائهم.
وقضت المحكمة العليا بأنه في ظل غياب أساس قانوني جديد للإعفاء، يجب على الدولة تجنيدهم. كما منعت الحكم المعاهد الدينية من تلقي إعانات حكومية إذا تهرب الدارسون فيها من الخدمة دون أسباب معترف بها للتأجيل أو الإعفاء، مما زاد من الضغط على الأحزاب الدينية في الائتلاف الحاكم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، أن أوامر الاستدعاء صدرت كجزء من خطة لتعزيز دمج القطاع الحريدي في صفوفه، موضحًا أنه يسعى لتجنيد أفراد من جميع شرائح هذا المجتمع لتلبية الاحتياجات العملياتية المتزايدة.
وقد دعت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، الجيش الشهر الماضي لتجنيد 3000 من الحريديم بشكل فوري، استجابةً لقرار المحكمة العليا بهذا الشأن.
وأضحى إعفاء الحريديم من التجنيد موضوعًا مثيرًا للجدل بشكل خاص في ظل ما تخوضه القوات الإسرائيلية من مواجهات متعددة الجبهات مع حركة حماس في غزة، وجماعة حزب الله في جنوب لبنان.
[caption id="attachment_592443" align="alignnone" width="2405"]
غضب داخل إسرائيل.. الجيش يبدأ استدعاء "الحريديم" بقرار تاريخي[/caption]
