بعد 9 أشهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، تبقى عقدة الأنفاق هي الأشد تعقيداً، خصوصاً مع إصرار تل أبيب على ما تسميه "أهداف الحرب" المتمثلة بإنهاء وجود حركة حماس.
فقد حرصت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، طوال الفترة الماضية على القتال كقوة لا مركزية، ومخفية إلى حد كبير، مخالفة بذلك هجومها يوم السابع من أكتوبر حينما دخل عناصرها مناطق غلاف غزة بزيهم الرسمي.
وحاولت كتائب القسام التغلب على التفوق التكنولوجي والعددي الذي تتمتع به إسرائيل، فانسحبوا من قواعدهم ومواقعهم الأمامية، وتخفّوا أثناء شن هجماتهم بدلاً من المواجهة المباشرة. كما اختاروا شن هجمات مفاجئة على مجموعات صغيرة من الجنود الإسرائيليين، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
شدد التقرير على أن عناصر حماس باتوا لا يظهرون إلا بشكل عابر، إذ يخرجون فجأة من الأنفاق مسلحين بقذائف صاروخية لضرب الجنود الإسرائيليين ثم يعودون بسرعة إلى حصونهم تحت الأرض.
المفاجأة كانت في تصريح كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين قالوا إنهم لم يدمروا إلا جزءاً صغيراً من شبكة الأنفاق التابعة لحماس في غزة رغم الهجمة الشرسة والأشهر الطوال.
وفق التقرير الأميركي، تعتمد حماس على أسلوب حرب يعتمد على الجماعات لا على المواجهة المباشرة، وغالباً ما يختبئ مقاتلوها ويخزنون أسلحتهم في شبكة طويلة من الأنفاق.
بعد 9 أشهر من الحرب في غزة، لا يزال جزء كبير من شبكة أنفاق حركة حماس في القطاع يحتفظ بكفاءة عملياتية عالية، ويشكل خطراً أمنياً على إسرائيل، وفق تقرير للجيش الإسرائيلي نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الاثنين.
أضاف التقرير أن تقديرات الجيش تشير إلى أن شبكة الأنفاق التابعة للحركة لا تزال في جهوزية عالية في كثير من المناطق، خاصة في مخيمات وسط قطاع غزة، وفي مدينة رفح جنوباً، وحي الشجاعية إلى الشرق.
تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" نُشر السبت الماضي، أشار إلى شبكة الأنفاق التي بنتها حركة حماس أسفل غزة، ووصفتها بأنها تمثل "التهديد الأكبر" على القوات الإسرائيلية التي تستعد لشن هجوم بري واسع على القطاع المحاصر.
كذلك، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تحليلاً لمقاطع فيديو نشرتها حماس ومقابلات مع ثلاثة من أعضاء الحركة وعشرات الجنود الإسرائيليين، دللت على أن استخدام الحركة لمئات الأميال من الأنفاق فاجأ القادة الإسرائيليين.
كانت الأنفاق دائماً العقدة الأصعب في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فبينما حاولت تل أبيب بشتى الطرق التخلص منها، لم تفلح حتى اليوم رغم كل الوسائل، حتى أنها وصلت حد محاولات إغراقها لكن دون جدوى.
ويعمل مقاتلو حركة حماس في شبكة معقدة من الأنفاق المعززة، بعضها مدفون على عمق 40 قدماً تحت الأرض، وكلها يمكن أن تخفي كميناً، أو تكون مفخخة أو مملوءة بالمتفجرات ومعدة للانهيار.
هذا يعني أن إسرائيل تستطيع قصف غزة كيفما تشاء وإطلاق ذخائر خارقة للتحصينات لتطهير بعض الأنفاق، إلا أن الجيش الإسرائيلي سيظل بحاجة إلى نشر آلاف القوات لاجتياح "مترو غزة" لتحييد كل مقاتل من حماس، وهذه ليست مهمة سهلة، وفق تأكيد تل أبيب.
[caption id="attachment_592080" align="alignnone" width="2405"]
إسرائيل تعترف بأكبر "عقدة" بحرب غزة وتتحدث عن تكتيك حماس بالمعركة[/caption]
