أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن التغيرات في ميدان القتال في قطاع غزة أدت إلى إحياء محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد فترة من الجمود.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وافق يوم الخميس على إرسال وفد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس، بعد أن أعلنت الحركة أنها تبادلت مع الوسطاء "أفكاراً" جديدة لإنهاء الصراع.
في يوم الجمعة، أجرى رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع محادثات في الدوحة مع الوسطاء القطريين حول خطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وذكرت "وول ستريت جورنال" أن هذا التغير خلق فرصة للطرفين، حيث زادت ضغوط المدنيين في إسرائيل وغزة والإحباط من عدم التقدم في المفاوضات، بالإضافة إلى الإرهاق الذي يعانيه الجيش الإسرائيلي ومقاتلو حماس، مما دفع الطرفين إلى البحث عن فرص لإعادة تجميع الصفوف لخوض معارك مستقبلية.
وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الجمعة إلى أن رئيس الموساد عاد من الدوحة بعد اجتماع مبدئي مع الوسطاء، وأن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل. ورغم استمرار الفجوات بين الطرفين، فإن هناك تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
جهود قطر ومصر المدعومة من الولايات المتحدة فشلت في الأشهر الماضية في التوصل إلى وقف إطلاق نار، مع اتهام كل طرف الآخر بالتسبب في الجمود. حماس أصرت على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، بينما طالبت إسرائيل بوقف مؤقت للقتال حتى يتم القضاء على حماس.
في نوفمبر الماضي، أفرج عن بعض الرهائن كجزء من صفقة تبادل. وأفاد مصدر كبير في حماس يوم السبت أن الاتفاق المعدل بين حماس وإسرائيل يتضمن بدء محادثات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بما في ذلك الجنود، خلال 16 يوماً بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.
التغيرات في الميدان دفعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تشمل الجيش والموساد والشاباك، إلى دفع الحكومة للتوصل إلى اتفاق، وفقاً لتحليل "وول ستريت جورنال". ومع قرب انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في غزة وزيادة قلق الجيش الإسرائيلي من التصعيد مع حزب الله على الحدود الشمالية، يبدو أن الوقت مناسب لإبرام صفقة.
نقل عن عوفر شيلح، النائب الإسرائيلي السابق والمحلل العسكري، قوله إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية توصلت إلى قناعة بأن استمرار القتال في غزة لن يحقق سوى نتائج ضئيلة أو سلبية، وبالتالي فإن صفقة الرهائن تعتبر وسيلة لإنهاء القتال.
مصدر مطلع على المفاوضات أفاد بأن مسؤولين في الموساد أخبروا الدول الوسيطة بأنهم متفائلون بأن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيقبل الاقتراح الأخير. وأشار مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن الاقتراحات الجديدة من حماس تدل على استعدادها للتسوية، مما أدى إلى كسر الجمود الحرج.
ذكرت وكالة رويترز أن حماس وافقت على مقترح أمريكي لبدء محادثات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بما في ذلك الجنود، خلال 16 يوماً بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، وتخلت عن مطلبها السابق بضرورة التزام إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق.
المفاوضات المقترحة تشمل في مراحلها الأولى إطلاق سراح تدريجي للرهائن المحتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. أما المرحلة الثالثة فتشمل إعادة إعمار قطاع غزة وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.
[caption id="attachment_590355" align="alignnone" width="2405"]
تغييرات في معركة غزة حركت المفاوضات.. تقرير أمريكي يوضح ما جرى[/caption]
