نشر موقع "تايمز أوف إسرائيل" تقريرًا ألقى الضوء على نوع الحكم الذي قد تفرضه إسرائيل على قطاع غزة في المستقبل القريب.
وذكر الموقع أن هناك مؤشرات تدل على أن إسرائيل تتجه نحو فرض حكم عسكري في غزة. وخلال مقابلة مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أشار إلى وجود العديد من البدائل الممكنة بعد انتهاء الصراع، منها السيطرة الإسرائيلية المباشرة أو الحكم العسكري أو حتى إدارة من قبل قوة محلية أو مشتركة تضم السعودية والإمارات والولايات المتحدة.
ورغم أن معظم هذه الخيارات تبدو غير واقعية على الأرض، إلا أن هنغبي أشار إلى أن الظروف أحيانًا تفرض بدائل ليست مثالية. وأوضح وزير الزراعة آفي ديختر، الذي كان رئيسًا للشاباك، أنه لا توجد جهة غير إسرائيل قادرة على إدارة غزة، مشيرًا إلى أن البديل الوحيد هو حكم عسكري إسرائيلي أو بقاء حماس.
وأضاف ديختر أن سيطرة إسرائيل على غزة ضرورة لإضعاف حماس، مؤكدًا أن الحكم العسكري هو الخيار الوحيد المتاح لإسرائيل لتحقيق هذا الهدف.
وأكدت وثيقة أعدها السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الجنرال رومان جوفمان، على ضرورة إقامة حكم عسكري في غزة، على الرغم من التناقض مع التزامات الحكومة الإسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن حزب "الصهيونية الدينية" وحزب "عوتسما يهوديت" يدعمان منذ البداية فكرة الحكم العسكري كوسيلة لتعزيز الاستيطان في غزة. كما أن حاييم رامون، المعروف بدعمه لنتنياهو في مواجهة محاكماته الجنائية، دعا الجيش الإسرائيلي إلى احتلال غزة وإقامة حكم عسكري مؤقت لإسقاط حماس.
واقترح اللواء (احتياط) موتي إلموز، في مقابلة تلفزيونية، الاعتراف بالواقع وإقامة حكم عسكري في غزة كطريقة لحماية إسرائيل. وأكد التقرير الإسرائيلي أن النقاش حول سياسة الحكم العسكري لا يجري بشكل علني، إلا أن تصريحات مسؤولين إسرائيليين بارزين، مثل السكرتير العسكري لنتنياهو ووزير الزراعة، تشير إلى أن إسرائيل تتجه نحو فرض حكم عسكري في غزة.
وفي مايو 2024، حذر وزير الدفاع يوآف غالانت من خطط نتنياهو لفرض حكم عسكري في غزة، معتبرًا أن هذا الخيار يشكل خطرًا استراتيجيًا وأمنيًا على إسرائيل. ودعا غالانت إلى تطوير بديل لحماس، مؤكدًا أن فرض حكم عسكري سيؤدي إلى خسائر كبيرة بين الجنود الإسرائيليين ويصعب الدفاع عن إسرائيل في صراعات أخرى.
وأضاف التقرير أن هناك إشارات متزايدة على أن الحكم العسكري في غزة قد يصبح حقيقة واقعة قريبًا. كما أشار مستشار الأمن القومي تساحي هانغبي إلى أن قضية "اليوم التالي" ستطرح للنقاش بعد انتهاء عملية رفح. وقد انتهت العملية بالفعل، وبدأت الحكومة الإسرائيلية في الانتقال إلى مرحلة جديدة من العملية العسكرية دون مناقشة واضحة لما سيحدث بعد انتهاء الصراع في غزة.
وأضاف التقرير أن نتنياهو يسعى إلى تحقيق "أخبار سارة" للأذن الأمريكية خلال زيارته المرتقبة لواشنطن، وقد يلمح إلى قبول مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة بعد الحرب، وهو ما نفاه في وقت لاحق.
[caption id="attachment_589678" align="alignnone" width="2405"]
حكم عسكري في غزة.. موقع عبري يكشف تفاصيل ما يناقش خلف الكواليس[/caption]
