اكتشف فريق من العلماء بقايا مخلوق من عصور ما قبل التاريخ "مغلف بالرماد" في المغرب، والتي حددت لاحقًا على أنها العينة الأكثر نقاوة للمفصليات ثلاثية الفصوص.
أشارت الدراسة إلى أن هذا المخلوق، الذي أُطلق عليه اسم "بومبي"، تجمد فورًا في مياه البحر بفعل الرماد الساخن الناتج عن بركان قريب. هذه العملية تشبه مصير الكائنات في مدينة بومبي الإيطالية خلال ثوران بركان جبل فيزوف في العام 79 ميلادي.
وعلى الرغم من اكتشاف أكثر من 20 ألف نوع من ثلاثيات الفصوص، نادرًا ما عثر العلماء على أنسجتها الرخوة. إلا أن الاكتشاف الأخير كان استثنائيًا، حيث شمل كامل البنية الجسدية للمخلوق، بما في ذلك الجهاز الهضمي والهياكل الشعرية الممتدة على طول الزوائد.
وعلق الدكتور غريغ إيدجكومب، عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي، قائلاً: "إحدى النتائج المفاجئة لبحثنا كانت اكتشاف أن الرماد البركاني في البيئات البحرية الضحلة يمكن أن يكون عاملاً هائلًا في حفظ الحفريات بشكل استثنائي".
وقد جُمع قالب الرماد من منطقة الأطلس الكبير، أعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس في وسط المغرب.
هذا الرماد حافظ على جسم المخلوق ثلاثي الفصوص بشكل كامل وملأ جهازه الهضمي، مما أتاح للعلماء فرصة لتحليل هذه التفاصيل لأول مرة.
كان يُعتقد سابقًا أن ثلاثيات الفصوص تحتوي على ثلاثة أزواج من الزوائد الرأسية خلف قرون الاستشعار الطويلة. لكن النوع المكتشف حديثًا أظهر وجود أربعة أزواج.
وعبر البروفيسور عبد الرزاق الألباني، المعد الرئيسي للدراسة، عن حماسته قائلاً: "باعتباري عالماً عمل على الحفريات من عصور ومواقع مختلفة، كان اكتشاف الحفريات في حالة حفظ مذهلة داخل بيئة بركانية تجربة مدهشة للغاية بالنسبة لي. أعتقد أن رواسب الحمم البركانية يجب أن تصبح أهدافًا جديدة للدراسة، نظرًا لقدرتها الفريدة على حفظ البقايا البيولوجية، بما في ذلك الأنسجة الرخوة الحساسة. من المتوقع أن تقود هذه النتائج إلى اكتشافات مهمة حول تطور الحياة على كوكب الأرض".
[caption id="attachment_588945" align="alignnone" width="2405"]
اكتشاف مخلوق من عصور ما قبل التاريخ بكامل تفاصيله لأول مرة[/caption]
