اكتشف العلماء جسماً غامضاً في مركز مجرتنا، درب التبانة، يتميز بخصائص لا تتناسب مع أي جسم فلكي معروف.
هذا الجسم الغامض يبعث موجات ميكروويف، مما يشير إلى احتوائه على غبار وغاز يتحرك بسرعة تقارب 112 ألف ميل في الساعة، من منطقة صغيرة جداً في قلب المجرة.
وقد بحث الفلكيون في عدة احتمالات لتفسير طبيعة هذا الجسم، بما في ذلك احتمال أن يكون ثقباً أسود أو سحابة منهارة أو نجماً متطوراً. ومع ذلك، لم تتطابق خصائص هذا الجسم مع أي من الأجسام الفلكية المعروفة.
ويشير العلماء إلى أن مركز مجرتنا يحتوي على مليارات النجوم، وكتل هائلة من الغاز تعادل عشرات الملايين من الكتل الشمسية، بالإضافة إلى ثقب أسود ضخم، ويمثل مركز المجرة نحو عُشر عملية التكوين النجمي المستمرة فيها، ويضم مجموعة متنوعة من بقايا النجوم. لذلك، يُعتبر هذا المركز المكان الأكثر احتمالاً لاكتشاف فئات جديدة من الأجسام الفلكية.
اكتشف هذا الجسم، المسمى G0.02467–0.0727، بواسطة مرصد أتاكاما الكبير المليمتري/تحت المليمتري في تشيلي، المعروف باسم مرصد ألما (ALMA)، الذي يتميز بقدراته العالية على التصوير.
وفي أثناء دراسة المنطقة الجزيئية المركزية (CMZ)، وهي منطقة في قلب المجرة عرضها نحو 700 سنة ضوئية ومعروفة بتركيزها العالي للغازات الكثيفة، تم رصد هذا الجسم الفريد، الذي أطلق عليه أيضاً اسم Millimeter Ultra-Broad Line Object أو اختصاراً MUBLO. تضم هذه المنطقة حوالي 80% من جميع الغازات الكثيفة في المجرة، وتحتوي على سحب جزيئية عملاقة وعناقيد لتشكيل النجوم الضخمة التي لم تُفهم تماماً بعد.
وقد نشر فريق البحث نتائجه في مجلة Astrophysical Journal Letters، حيث استعرضوا مجموعة واسعة من التفسيرات المحتملة لـ MUBLO. درسوا احتمالات مثل التدفق الخارجي للنجوم الأولية، والسحب المنهارة، والنجوم المتطورة، والاندماجات النجمية، والسحب المدمجة عالية السرعة، وحتى الثقوب السوداء متوسطة الكتلة أو المجرات الخلفية.
لكن لم تتوافق أي من هذه التفسيرات مع الخصائص الفريدة للجسم المكتشف. وأشار الفلكيون إلى اكتشاف موجات ملليمترية تنبعث من الجسم، مع ظهور إشارات واسعة ومنتشرة من الغبار المحيط به. كما أصدر الجسم إشعاعات مستمرة من الغبار وإشارات محددة من جزيئات معينة مثل أحادي كبريتيد الكربون وأول أكسيد الكبريت، مما يزيد من تعقيد تفسير طبيعته.
وأظهرت الأبحاث أن الغاز في هذا الجسم كان بدرجة حرارة -436 درجة فهرنهايت (-260 درجة مئوية)، وهي أبرد بكثير مما هو معتاد في هذا الجزء من المجرة. كما لم تتحرك جزيئات الغاز في مسار دائري بسيط، مما يوحي بأنها قد تكون ناتجة عن انفجار نجمي.
ورغم أن التفسيرات الأكثر منطقية هي احتمال وجود ثقب أسود متوسط الكتلة أو زوج من النجوم المندمجة محجوبة بالغبار، إلا أن هذه الفرضيات لم تشرح تماماً خصائص MUBLO. وخلص الفريق في دراستهم إلى أن هذا الجسم، حتى الآن، يظل فريداً من نوعه وغير معروف في الملاحظات الفلكية.
[caption id="attachment_587278" align="alignnone" width="2405"]
علماء يكتشفون جسماً غامضاً في قلب مجرة درب التبانة[/caption]
