تُعدّ منجزات الحضارة الإسلامية في النظام المالي من الأمور التي أسهمت بشكل كبير في تطوير النظام المالي والاقتصادي حيث ابتكرت وأدارت نُظُمًا مالية متقدمة، وكانت رائدة في تنظيم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية. ومن خلال هذا المقال سنتعرف على بعضًا من أبرز هذه المنجزات للحضارة الإسلامية داخل النظام المالي.
منجزات الحضارة الإسلامية في النظام المالي
[caption id="attachment_583352" align="alignnone" width="1024"]

منجزات الحضارة الإسلامية[/caption]
أظهرت الدولة الإسلامية براعتها في نظم السياسية المالية للدولة وتطويرها من خلال الوقوف على ركائز أساسية تتمثل فيما يلى:
الزكاة
الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبارة عن نظام مالي فريد يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل لمال المسلمين، حيث كانت تؤخذ الزكاة من أموال المسلمين ومن ثم يعاد توزيعها على الفقراء الأمر الذي ساعد على تعزيز التضامن الاجتماعي بين المسلمين بالإضافة إلى توفير موارد ثابتة لدعم الخدمات العامة.
الوقف
الوقف هو نظام تمويل غير ربحي وظيفتة الأولى تخصيص أموال لتحقيق منافع عامة أو خاصة، وكذلك تخصيص ممتلكات للصالح العام، وقد أسهم هذا النظام في دعم المشاريع الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم كما ساهم نظام الوقف في الحفاظ على التراث الثقافي والعلمي الإسلامي.
الصكوك
تُعَدُّ الصكوك الإسلامية واحدة من أبرز منجزات الحضارة الإسلامية في النظام المالي فهي من الأدوات المالية التي طورتها الحضارة الإسلامية لتجنب الفوائد الربوية المحرمة في الإسلام.
وكانت تُستخدم الصكوك كوسيلة لتمويل المشاريع التجارية والصناعية عن طريق المشاركة في الربح والخسارة، وهذا النظام المالي كان يشجع على الاستثمار والشراكة بدلاً من الاقتراض والديون، مما ساهم بشكل كبير في بناء اقتصاد مستدام ومستقر في الدولة الإسلامية.
النقود الإسلامية
تم تطوير النظام النقدي فـ أصبح يتضمن عملات ذهبية (دينار) وفضية (درهم) ونحاسية (فلس) وذلك خلال العصر العباسي، وكانت جميع هذه العملات تتميز بـ النقاء والجودة الأمر الذي جعلها مقبولة على نطاق واسع في التجارة الدولية.
الأسواق والتجارة
ساعدت الأسواق فى تطوير التجارة الداخلية والخارجية بشكل عام، فقد أسس المسلمون عدة أسواق محلية ودولية مثل سوق الكوفة وسوق عكاظ، بالإضافة إلى أن هذه الأسواق كانت تعمل وفق قوانين وتشريعات تحمي حقوق المستهلكين والتجار الأمر الذي ساعد فى توسع التجارة وتطويرها، كما تم إضافة التأمينات التجارية وسندات الأمر وهذا كله سهل حركة نقل البضائع بين الأقاليم المختلفة.
المالية العامة والإدارة الاقتصادية
[caption id="attachment_583353" align="alignnone" width="1024"]

منجزات الحضارة الإسلامية في النظام المالي[/caption]
أبدعت الحضارة الإسلامية في تنظيم المالية العامة والإدارة الاقتصادية الدولة عن طريق إنشاء ديوان الخراج الذي كان يُعنى بجمع الضرائب وإدارة الإيرادات العامة.
وقد تم تطوير نظام دقيق للمحاسبة والرقابة المالية لضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة والحد من الفساد المالي. كانت الدولة الإسلامية تولي اهتمامًا كبيرًا بالإنفاق على المشاريع العامة والبنية التحتية مثل بناء الطرق والجسور والسدود، الأمر الذي ساهم في تحسين مستوى المعيشة ودعم النمو الاقتصادي.
البنوك والصرافة
لم يكن مفهوم البنوك موجود في العصور الإسلامية إلا تم الخدمات المصرفية تم التعامل بها قديمًا في إطار شرعي سليم من خلال تقديم خدمات الإقراض والتحويلات المالية، وتحويل العملات.
العدالة المالية
كما أن النظام المالي الإسلامي حققها مبادئ الإنصاف والعدالة في جميع التعاملات الاقتصادية وحرص على الحد من الغش والإحتقار ومحاربة الربا بجميع أشكاله كما أنه شجع على الشفافية في المعاملات، وجمعها كانت تحكمها الشريعة التي تضمن حقوق الأفراد والمؤسسات المالية.
وفي الختام نكون قد تعرفنا على منجزات الحضارة الإسلامية في النظام المالي والتي تعدّ قيمة للتراث الإنساني وقدمت العديد من المفاهيم المالية المبتكرة، وساهمت في تحقيق العدالة الإجتماعية والتنمية الإقتصادية فلم يكن هدفها الأول الربح بل كانت تهدف إلى بناء مجتمع متوازن ومستقر تحكمه مبادئ العدالة والتعاون.
اقرأ أيضاً.. علماء يكتشفون أسراراً جديدة في الكون.. لغز المادة المظلمة يقترب من الحل.