نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريراً تحدث أنتح الإدارة الأمريكية حثت دولًا عربية معينة على الانضمام إلى قوة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة بعد انتهاء النزاع الجاري هناك. والهدف هو سد الفجوة الأمنية حتى يتم تأسيس قوات أمن فلسطينية قادرة على تولي هذه المهمة.
الصحيفة، استنادًا إلى مصادر غربية وعربية، ذكرت أن مصر والإمارات والمغرب، وهي دول مرتبطة باتفاقيات سلام مع إسرائيل، تدرس هذه المبادرة.
وأكدت أن الولايات المتحدة ترفض فكرة إرسال جنود أمريكيين للمشاركة في هذه القوات.
الإمارات، من جانبها، نفت مؤخرًا أنها قد تشارك في إدارة مدنية في غزة بعد الحرب. وتقف إسرائيل ضد أي دور للسلطة الفلسطينية في القطاع، وقد تعهدت منذ 7 أكتوبر بالقضاء على حركة حماس، التي تصنفها كمنظمة إرهابية، وأطلقت حربًا ضدها أدت إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات الصحية في القطاع.
وأفاد مسؤول غربي للصحيفة أن الدول المعنية ترغب في أن تقود الولايات المتحدة القوة المقترحة، لذا تسعى واشنطن لإيجاد طريقة للقيام بهذا الدور دون نشر قوات على الأرض. وأشار إلى أن الدول العربية الثلاث أجرت محادثات أولية حول الموضوع، لكنها تطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية أولًا.
وأضاف التقرير أن دولًا عربية أخرى، بما في ذلك السعودية، ترفض فكرة نشر قواتها خشية أن يُنظر إليها على أنها تتواطأ مع إسرائيل. ومع ذلك، أصبحت هذه الدول أكثر انفتاحًا على فكرة وجود قوة دولية في غزة، بينما تسعى دول غربية وعربية لإيجاد بديل للقوات الإسرائيلية المتبقية في القطاع.
الموقف الإسرائيلي غير واضح حتى الآن تجاه هذه الجهود، وهناك شعور بالإحباط من جانب الولايات المتحدة وحلفائها بسبب عدم اليقين بشأن نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأكد مسؤول غربي أن إسرائيل ترفض الحوار حول الموضوع وتعيش في حالة إنكار، بينما تطالب الدول العربية الغرب بالاعتراف بدولة فلسطينية، لكن قليلًا من الدول الغربية مستعد لاتخاذ هذه الخطوة.
وأفاد مسؤول عربي أن الولايات المتحدة طرحت بالفعل فكرة إنشاء قوة حفظ سلام مع شركائها الإقليميين، لكن هناك اختلافات في وجهات النظر بين الدول العربية حول خطط ما بعد الحرب، والمشكلة الأكبر هي عدم اليقين حول كيف سيكون الوضع بعد الحرب.
وأشار تقرير "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن رفض إسرائيل مناقشة خططها لما بعد الحرب يهدد الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن خمس دول عربية كانت على اتصال مستمر مع واشنطن لوضع رؤية لما بعد الحرب.
[caption id="attachment_581356" align="alignnone" width="2405"]

جهود أمريكا لبناء قوة متعددة بغزة تصطدم بشرط عربي واحد و"مشكلة" إسرائيلية[/caption]