كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، واستندت فيه إلى مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأعضاء في حماس وفلسطينيين في غزة ما أسمته "حقيقة إسرائيل "الصارخة" في غزة.
- حقيقة إسرائيل "الصارخة" في غزة
قالت الصحيفة: "الحقيقة الصارخة لمعركة إسرائيل في غزة، لقد فشلت في تحقيق هدفيها الأساسيين من الحرب المتمثلين بالقضاء الكلي على حماس واستعادة الرهائن، وأدت معاناة الفلسطينيين إلى تآكل دعم إسرائيل حتى بين حلفائها".
وأضافت: أن تكلفة القتال على الجيش الإسرائيلي كانت باهظة والآثار المدمرة للحرب شلت الحياة داخل قطاع غزة مع ارتفاع نسب الوفيات وانتشار الجوع.
كما يقول مسؤولون إسرائيليون: إن حوالي 133 من الرهائن المحتجزين ما زالوا في غزة، لكن المحادثات الرامية لتأمين عودة بعضهم على الأقل مقابل وقف القتال والإفراج عن السجناء الفلسطينيين واجهت عقبة، حيث رفضت حماس الاقتراح الأخير وادعت أنه ليس لديها 40 رهينة يستوفون شروط الجزء الأول من الصفقة المقترحة، مما يثير تساؤلات حول عدد الذين ما زالوا على قيد الحياة وعدد الذين تحتجزهم جماعات أخرى، بحسب ما نشرته الصحيفة.
- حماس لم تنته
وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس، فإن قسماً كبيراً من قيادتها العليا في غزة ما زال في مكانه، متخفياً في شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض، ويتخذ القرار في مفاوضات الرهائن.
ويقول مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون: إن هذه الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة تشكيل نفسها بمجرد توقف القتال.
- الانتقال لقتال من نوع مختلف
وتعتبر واشنطن أن على إسرائيل أن تعلن النصر على "حماس" وتنتقل إلى نوع مختلف من القتال، أي القتال ضد كبار قادة الحركة.
حيث، أكد المسؤولون للصحيفة: إن إسرائيل لم تستطع ولا تستطيع القضاء على "حماس"، ولكنهم جعلوا احتمال تكرار أحداث 7 أكتوبر 2023 منخفضاً للغاية.
وفي هذا الخصوص، صرح الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية دوغلاس لندن، أن المقاومة الفلسطينية لإسرائيل التي تجسدها حماس وغيرها من الجماعات المسلحة، هي فكرة بقدر ما هي مجموعة مادية وملموسة من الناس.
وأضاف الذي قضى 34 عاما في الوكالة في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "على الرغم من الضرر الذي قد تسببه إسرائيل لحماس، إلا أنها لا تزال لديها القدرة والمرونة والتمويل وسلسلة طويلة من الناس الذين ينتظرون على الأرجح الاشتراك والانضمام بعد كل القتال وكل الدمار وكل الخسائر في الأرواح".
وفي تقييم استخباراتي سنوي صدر في شهر مارس، أعربت وكالات التجسس الأمريكية عن شكوكها بشأن قدرة إسرائيل على تدمير حماس فعلياً.
وحينها، قال التقرير: "من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة، وسيكافح الجيش من أجل تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي تسمح لها بالاختباء واستعادة قوتها ومفاجأة القوات الإسرائيلية".
- عملية رفح
وقالت الصحيفة: يستعد الجانبان لعملية أكبر في مدينة رفح الجنوبية، آخر معقل لحماس الذي لم تدخله إسرائيل.
وأوضحت أن هناك قدر أكبر من عدم اليقين بشأن ما قد يأتي بعد رفح، مع تساؤلات حول من سيحكم غزة ويتولى توفير الأمن فيها إذا كان للقتال أن ينتهي.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن 4 كتائب من مقاتلي حماس تتمركز في المدينة وأن آلاف المقاتلين الآخرين لجأوا إليها، إلى جانب حوالي مليون مدني.
وإلى ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون: إن الطريقة الوحيدة لتدمير تلك الكتائب هي من خلال توغل كبير للقوات البرية في رفح، إلا أن ذلك كان نقطة خلاف بين إسرائيل وأمريكا.
فقد قال مسؤولون أمريكيون: إن إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح، وبدون ذلك، فإن عدد القتلى في غزة سوف يرتفع أكثر، والطريقة الوحيدة لحمل إسرائيل على وقف عملية رفح هي من خلال صفقة إطلاق سراح الرهائن.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن العملية "الوشيكة" في رفح هي وحدها التي أبقت حماس في المفاوضات.
ومع استمرار المحادثات، يتزايد الغضب بين عائلات الرهائن بسبب فشل إسرائيل في إعادة أحبائهم إلى وطنهم.
[caption id="attachment_577778" align="alignnone" width="2405"]
اقرأ أيضا:
)) “لا دليل”.. تقرير جديد يتحدث عن علاقة موظفي الأونروا بهجوم حماس