فيما تشهد العلاقات الإيرانية الأفغانية توتراً متزايداً على خلفية مطالبة طهران المستمرة بحصتها من مياه هيرمند، نشبت اليوم السبت، مواجهات عسكرية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بين القوات الإيرانية والأفغانية على الحدود.
اشتباكات عنيفة على الحدود الإيرانية الأفغانية
في بيان رسمي، قال المركز الإعلامي لحرس الحدود الإيراني في محافظة سيستان وبلوشستان إن القوات الإيرانية تصدّت ظهر اليوم لـ"مسلحين حاولوا اقتحام الأراضي الإيرانية في نقطة الصفر الحدودية، مما أدى إلى تبادل النار ومواجهات مسلحة"، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيرانية.
وأضاف البيان: "قوات حرس الحدود الإيرانية كان لها تفوق ناري كبير وحمّلتهم قتلى وخسائر".
في الأثناء، تحدثت مصادر إيرانية عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل من عناصر طالبان.
من جهتها، قالت وكالة نور نيوز الإيرانية المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، إن مواجهات مسلحة اندلعت بين قوات حرس الحدود الإيرانية والأفغانية على حدود محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية وولاية نيمروز الأفغانية.
وأضافت أن المواجهات دارت حول قرى ساسولي وحاتم وماككي، مشيرةً إلى أنه تم استخدام أسلحة خفيفة ونصف خفيفة ومدفعية في الاشتباكات.
كما نفت صحة الأنباء عن استخدام القوات الإيرانية الصواريخ في الاشتباكات، فضلاً عن نفيها الأنباء عن استهداف مطار زرنج في أفغانستان.
رادان يكشف تفاصيل الاشتباكات على الحدود الإيرانية الأفغانية
في السياق، قال العميد أحمد رضا رادان قائد قوات الأمن الداخلية الإيرانية التي تتبعها قوات حرس الحدود، إن قوات طالبان في تمام الساعة العاشرة صباحاً بدأت بإطلاق النار تجاه مخفر "سالوسي" الإيرانية على الحدود "بمختلف أنواع الأسلحة"، وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم الإيرانية.
وأضاف: "القوات الأفغانية واجهت رداً حازماً من القوات الإيرانية في حرس الحدود في منطقة زابل".
وتابع: "وفق البروتوكولات الحدودية تم إطلاق التحذير من الدرجة الأولى للقوات المهاجمة، لكن للأسف استؤنف إطلاق النار منذ ساعات والمواجهات مستمرة".
كما أكد أنه "صدرت تعليمات حازمة ولازمة لقوات حرس الحدود بالدفاع عن الحدود بحزم وشجاعة وعدم السماح لأحد بالاعتداء على الحدود والاقتراب منها".
وأوضح أن "قوات حرس الحدود الإيرانية سترد بكل حسم على أي اعتداء حدودي، وعلى حكّام أفغانستان تحمّل المسؤولية تجاه هذا العمل غير المدروس والمنتهك للمبادئ الدولية".
يذكر أن الحدود المشتركة بين إيران وأفغانستان تبدأ من "مضيق ذو الفقار" حيث المثلث الحدودي بين إيران وأفغانستان وتركمانستان في الشمال وتستمر الحدود حتى جبل "ملك سياه"، حيث المثلث الحدودي بين إيران وأفغانستان وباكستان في الجنوب بمسافة 945 كيلومترا.
توتر العلاقات بين إيران وأفغانستان
تشهد العلاقات بين إيران وحركة طالبان توتراً متزايداً، على خلفية مطالبة الأولى بحصتها من مياه نهر هيرمند أفغاني.
وفي وقتٍ سابق من مايو/أيار الجاري، أطلق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيراً للسلطات الأفغانية لاحترام حصة بلاده من مياه هيرمند بموجب اتفاقية عام 1972.
في المقابل، أصدرت طالبان بياناً انتقدت فيه تصريحات رئيسي، مؤكدة أنها تحترم الاتفاقية، لكنها قالت في الوقت ذاته إن المياه غير كافية لتسييرها إلى داخل الأراضي الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان التي يتهددها الجفاف.
[caption id="attachment_531300" align="alignnone" width="1066"]

اشتباكات "عنيفة" على الحدود الإيرانية الأفغانية.. وطهران تتحدث عن سقوط قتلى[/caption]