بعد أن أعلنت الرياض وعدد من دول منظمة "أوبك" خفض إنتاجها اليومي بشكل طوعي، كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن "روسيا باتت في وضع متميز، وذلك بسبب سياسة الطاقة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية والموجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية".
ما السلاح الذي قدمته السعودية لروسيا؟
وأشارت الصحيفة إلى أن "الغرب تلقى ضربة ثلاثية، لأن ارتفاع أسعار النفط سيحفز التضخم"، لافتةً إلى أن قرار أوبك هو "استدارة واضحة للسعودية إلى الصين وترك الغرب وحيداً".
ونوّهت أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد خلال حملته الرئاسية بأن يجعل المملكة العربية السعودية منبوذة دولياً، لكن التضخم الذي أصاب بلاده أجبره على ابتلاع كلماته والسفر إلى جدة للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
كما أشارت إلى أن بايدن "أصيب بخيبة أمل، وبدلاً من ذلك، في أكتوبر/تشرين الأول، خفضت منظمة أوبك الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً لدفع الأسعار للارتفاع".
وبينت أنه في الوقت الحالي، "وبغض النظر عن غضب الرئيس الأمريكي وتهديده بعواقب غير محددة، خفض الإنتاج مرة أخرى"
وقالت تلغراف: "الملك السعودي سلم بوتين أكبر سلاح"، فيما وصفته بـ"حرب النفط".
وأضافت: "ارتفاع أسعار النفط سيخفف العقوبات على روسيا التي سترتفع عائداتها"، موضحةً أنه من المرجح أن يكون الرئيس فلاديمير بوتين "أحد الفائزين الرئيسيين من هذا القرار"، على حد تعبيرها.
وأعلنت السعوديـة وعدد آخر من دول "أوبك"، الاثنين الماضي، خفض إنتاجها اليومي بأكثر من 1.16 مليون برميل يومياً، بدءاً من مايو/أيار المقبل حتى نهاية العام الحالي، في أكبر خفض للإنتاج منذ قرار منظمة "أوبك" و"أوبك+" في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بخفض مليوني برميل يومياً، واصفةً هذه الخطوة بأنها "إجراء وقائي للحفاظ على استقرار السوق".
وبدورها، مددت روسيا تخفيضها الطوعي في الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً أيضاً حتى نهاية العام.
[caption id="attachment_523173" align="alignnone" width="1133"]
صحيفة تكشف عن "أكبر سلاح" قدمته السعوديـة لروسيا و"أغضبت" به الولايات المتحدة[/caption]
واشنطن بين قبول خفض إنتاج النفط ورفضه
قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الاثنين الفائت، إن الولايات المتحدة لا تعتبر قرار عدد من أعضاء مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط بشكل طوعي، "قراراً معقولاً بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تسود السوق".
وقال كيربي للصحافيين: "لا نعتقد أن تخفيضات الإنتاج أمر ينصح به في الوقت الحالي بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق".
وأوضح أن المملكة العربية السعوديـة "لا تزال حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن قرار خفض الإنتاج لم يكن قراراً أحادياً من جانب المملكة.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة أُخطرت مسبقاً بقرار خفض إنتاج النفط، مضيفاً: "بالنسبة إلى الإخطارات، نعم لقد تلقينا إخطاراً".
[caption id="attachment_523172" align="alignnone" width="1146"]
صحيفة تكشف عن "أكبر سلاح" قدمته السعودية لروسيا و"أغضبت" به الولايات المتحدة[/caption]
