أجرى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، محادثات رفيعة المستوى في الإمارات، الخميس، في وقت تسعى طهران لتعزيز التواصل مع دول الخليج العربية، في ظل تنامي التوترات مع الغرب بشأن أنشطتها النووية ومبيعاتها من الطائرات المسيرة لروسيا.
وتأتي زيارة المسؤول الإيراني بعد أيام من توصل طهران والرياض لاتفاق بوساطة صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات خلال شهرين بعد سنوات من القطيعة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن شمخاني قوله "بالنظر إلى المنصات الملائمة التي تم إطلاقها منذ عام لتطوير العلاقات بين إيران والإمارات، فإني أرى أن هذه الرحلة بمثابة مرحلة جديدة للعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وقالت وكالة أنباء الإمارات، إن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد استقبل شمخاني وأن "الجانبين بحثا القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأهمية العمل على دعم السلام والتعاون في المنطقة بما يحقق تطلعات شعوبها".
وأوردت أيضاً أن اللقاء بحث "العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة".
وكان شمخاني اجتمع في وقت سابق اليوم، مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، خلال زيارته لأبوظبي، حيث ناقشا جوانب العلاقات الثنائية وفرص تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين خصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن شمخاني يزور أبوظبي تلبيةً لدعوة رسمية من الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لبحث قضايا ثنائية وإقليمية ودولية، مشيرةً إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سيكون برفقة مسؤولين كبار في القطاعات الاقتصادية والمصرفية والأمنية إلى الإمارات.
وكانت الإمارات خفضت مستوى العلاقات مع إيران بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران في يناير 2016 بسبب اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية بالعاصمة الإيرانية بعد إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز.
وبعد سنوات من الخصومات السياسية، بدأت الإمارات إعادة فتح قنوات التواصل مع طهران في عام 2019.
وأدى ذلك إلى رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية العام الماضي بين البدين اللذين تربطهما علاقات تجارية تعود إلى أكثر من قرن.
وقبل مغادرة طهران، قال شمخاني للصحافيين الإيرانيين في مطار مهرآباد، إن "رؤية الحكومة الإيرانية حيال التعاون الإقليمي، التي يتم العمل بها في إطار دبلوماسية الجوار حالياً، تهدف إلى بناء منطقة قوية".
وتابع، "إذا توصلت الدول الإقليمية جميعاً إلى هذه القناعة بأنه فقط من خلال تضافر الجهود لبناء منطقة مقتدرة يمكن الحصول على أمن واستقرار مستدامين، عندها تتوافر إمكانية التعويل على حصة تطورات إيجابية حديثة على صعيد العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف داخل المنطقة".
[caption id="attachment_520456" align="alignnone" width="794"]