أثار مسؤول فرنسي سابق الجدل، بعد حديث عن إمكانية انهيار الجمهورية الخامسة في فرنسا، إلى جانب سقوط الحكومة الجزائرية، بالوقت الذي بدأت فرنسا والجزائر تحسين العلاقات بعد توترات شابتها مؤخراً.
مسؤول فرنسي سابق يتنبّأ بانهيار نظام بلاده
وكتب السفير الفرنسي السابق في الجزائر اكزافييه دريانكور، مقالاً في صحيفة لوفيغارو الفرنسية، تحدث خلاله عن الوضع في الجزائر وتأثيره على الداخل الفرنسي، والعلاقات بين البلدين.
وانتقد المسؤول الفرنسي سياسة بلاده تجاه الجزائر، وهو ما اعتبره إنكاراً للواقع واستسلاماً أمام النظام الجزائري، على حد قوله.
[caption id="attachment_510493" align="aligncenter" width="2048"]

مسؤول فرنسي سابق يتنبّأ بانهيار نظام بلاده وحكومة عربية معاً.. ما السبب؟[/caption]
وقال: "جميع المراقبين الموضوعيين يلاحظون أنه منذ عام 2020، ربما بعد أسابيع قليلة من الأمل، أظهر النظام الجزائري وجهه الحقيقي، فهو، نظام عسكري، مدرّب على أساليب الاتحاد السوفييتي السابق، بواجهة مدنية فاسدة، مثل سابقه الذي أسقطه الحراك، مهووس بالحفاظ على امتيازاته، وريعها، وغير مبال بمحنة الشعب الجزائري”.
وأوضح أن جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا سمحت للنظام الجزائر "تكميم الأفواه" بالبلاد، وتطرق إلى وجود خطاب معادي للفرنسيين في الجزائر تصاعد بعهد الرئيس عبد المجيد تبون.
وذهب السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر إلى أن بلاده تغض البصر عن الواقع الجزائري عن قصد أو "انتهازية وعمى"، إذ يتم في باريس التظاهر بالاعتقاد أن السلطة الجزائرية شرعية، إن لم تكن ديمقراطية، وأن الخطاب المعادي للفرنسيين شر ضروري ولكنه عابر، حسب وصفه.
وأكد أن هذه السياسة تعتبر خطأ تاريخياً، مضيفاً: "الاعتقاد أنه بالذهاب إلى الجزائر والرضوخ للجزائريين في ما يتعلق بملفات كالذاكرة والتأشيرات، ستكسب فرنسا نقاطاً دبلوماسية، وتجر الجزائر نحو المزيد من التعاون، هو مجرد وهم وأكذوبة، على حد قوله".
وخلص دريانكور في مقاله إلى أن "فرنسا تواجه مفارقة مزدوجة، فمن ناحية، التحالف بين جيش مناهض لفرنسا والإسلاميين حيث يشترك الاثنان في كراهية فرنسا، والإرادة القوية للقضاء على بقايا الاستعمار لغوياً وثقافياً، مع جعل فرنسا تدفع ثمن ماضيها الاستعماري، من خلال الهجرة والاعتذار. والمفارقة الثانية هي أنه بعد 60 عاماً من استقلال الجزائر، ما زالت مشكلة اتفاقات إيفيان تراوح مكانها، في إشارة إلى الامتيازات التي يحصل عليها الجزائريون في فرنسا"، حسب تعبيره.
وحذر السفير السابق من أن الجزائر ستبقى مشكلة بالنسبة لفرنسا، فهي تنهار، لكنها قد تجرّ باريس معها.
وختم بأن الجمهورية الرابعة (أطاح بها ديغول سنة 1958) ماتت في الجزائر، متسائلاً هل "تستسلم الجمهورية الفرنسية الخامسة بسبب الجزائر؟".
علاقات فرنسا والجزائر
وقبل أيام صرّح الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في لقاء مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن علاقاته مع ماكرون، يسودها التفاهم معتبراً أنه يرى في الرئيس الفرنسي تجسيداً لجيل جديد يمكنه تطوير العلاقات بين البلدين.
واعتبر أن هذا الواقع كان في السابق أقل مما ينبغي، بسبب وجود أقلية نشطة في فرنسا، وهي إشارة فهمها البعض على أن المقصود بها القوى التقليدية النافذة في المؤسسات الفرنسية والمتأثرة عموماً بنظرة اليمين.
دريانكور.. مسؤول فرنسي سابق مثير للجدل
وذكرت وسائل إعلام جزائرية أن ديكارنو كان سفيراً في فترتين بالجزائر من 2008 إلى 2012، حيث كان التوتر هو السائد في رئاسة نيكولا ساركوزي لفرنسا، ومن 2017 إلى 2020 بعد وصول إيمانويل ماكرون للرئاسة.
[caption id="" align="alignnone" width="1180"]

مسؤول فرنسي سابق يتنبّأ بانهيار نظام بلاده وحكومة عربية معاً.. ما السبب؟[/caption]
وحسب خبراء جزائريون فإن فترة السفير الفرنسي الأخيرة في الجزائر كانت مليئة بالمطبات والتهميش، وهو ما يكون سبباً وفق بعض القراءات في محاولته الانتقام على طريقته، فتحول في ظرف وجيز إلى أكثر أعداء الهجرة الجزائرية في فرنسا.
وطالب خلال السنة الأخيرة في عدة مناسبات بإلغاء اتفاقية 1968، التي تعطي بعض الامتيازات للمهاجرين الجزائريين، واعتبر أن السلاح الوحيد لفرنسا في مواجهتها للجزائر هو التلويح بوقف التأشيرات.
وذكرت تقارير أن فترة ذلك السفير في الجزائر استدعي مرتين من قبل الخارجية الجزائرية للاحتجاج على أفعال فرنسية أثارت غضب الجزائر حينها.
[caption id="attachment_510491" align="aligncenter" width="1200"]

مسؤول فرنسي سابق يتنبّأ بانهيار نظام بلاده وحكومة عربية معاً.. ما السبب؟[/caption]