بعد شهرين ونصف الشهر من احتجاجات عارمة أثارت غضباً دولياً وهزّت النظام الإيراني، اتخذت طهران اليوم الأحد، إجراءً بحق "شرطة الأخلاق" التي ذاع سيطها بعد مقتل الشابة مهسا أميني.
النظام الإيراني يتخذ إجراءً بحق "شرطة الأخلاق"
وأعلن المدعي العام الإيراني حجة الإسلام محمد جعفر منتظري، إلغاء "شرطة الأخلاق" من قبل السلطات المختصة.
وقال منتظري: "شرطة الأخلاق ليس لها علاقة بالقضاء وأَلغاها من أنشأها".
وكان المدعي العام أعلن، يوم الجمعة الماضي، أن البرلمان والسلطة القضائية يجريان مراجعة للقانون الذي يفرض على النساء وضع غطاء للرأس والذي أطلق شرارة احتجاجات دامية تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين.
وكانت "شرطة الأخلاق" تصدرت عناوين الصحف بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) منتصف أيلول-سبتمبر، عقب اعتقالها من قبل الجهاز على خلفية "لبسها الحجاب بطريقة غير لائقة".
[caption id="attachment_503029" align="alignnone" width="717"]

النظام الإيراني ينقلب على "شرطة الأخلاق".. جهاز أمني سقط والحجاب الخطوة المقبلة[/caption]
لماذا أنشأ النظام الإيراني شرطة الأخلاق ومتى بدأ دورها؟
بدأ نشاط هذه الدوريات تحت اسم "شرطة الأخلاق" في عام 2005، رغم أن الدوريات المشابهة لدوريات التوجيه كانت تعمل بأشكال مختلفة منذ ثمانينيات القرن الماضي في إيران.
وينصب تركيزها على ضمان الالتزام بالحجاب، وهي قواعد إلزامية تتطلب من النساء تغطية شعرهن وأجسادهن ومنع استخدام مستحضرات التجميل.
وتشمل القواعد التي تفرضها تغطية الرأس إلى أقصى حد ممكن، وارتداء ملابس فضفاضة، خاصة في حرارة الصيف، وتطال إجراءاتها أيضاً الرجال بتسريحات شعر ترى أنها "غربية".
وبعد الثورة الإسلامية، ألزم القانون جميع النساء بغض النظر عن الجنسية أو المعتقدات الدينية بوضع حجاب يغطي الرأس والرقبة.
وبموجب القانون الإيراني، يحق لعناصر شرطة الأخلاق توجيه الاتهامات وفرض غرامات أو حتى اعتقال من تعتقد أنهن يخالفن "القواعد".
ومنذ مقتل الفتاة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق"، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.
وتخلّلت الاحتجاجات إحراق متظاهرات حجابهن كما تم إطلاق هتافات مناهضة للحكومة، ومنذ وفاة أميني يتزايد عدد النساء اللواتي يرفضن وضع الحجاب، خصوصاً في شمال إيران.
وتتّهم إيران عدوّتها الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن، لا سيما بريطانيا وإسرائيل وفصائل كردية خارج البلاد، بالتحريض على أعمال العنف التي تشهدها شوارع إيران والتي تصفها السلطات الإيرانية بأنها "أعمال شغب".
هذا الأسبوع وللمرة الأولى أعلن قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده، مقتل أكثر من 300 شخص في إيران منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة أميني.
وأمس السبت، أصدر مجلس الأمن القومي الإيراني بياناً أعلن فيه مقتل "أكثر من 200 شخص" في الاضطرابات.
وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهراً على الأقل معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرق إيران عند الحدود مع باكستان وأفغانستان.
والأسبوع الماضي، قال المفوّض السامي الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن 14 ألف شخص بينهم أطفال أوقفوا في حملة قمع الاحتجاجات.
[caption id="attachment_503031" align="alignnone" width="801"]

النظام الإيراني ينقلب على "شرطة الأخلاق".. جهاز أمني سقط والحجاب الخطوة المقبلة[/caption]