نشر جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مذكرات جديدة كشف خلالها أسرار السياسة الأمريكية ومواقف مع زعماء عرب، أحدهم وصف بالموقف المحرج لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
مذكرات كوشنر وحرب النفط
وحملت المذكرات عنوان "breaking History"، وتحدث ببعض منها عن أسرار السياسة الأمريكية بخصوص النفط، وتطرق لحادثة واتفاق رعته أمريكا من التحكم بأسعار النفط عالمياً.
وكتب كوشنر قائلا: "اتصلت بمحمد بن سلمان.. وعبّر ولي العهد السعودي عن إحباطه من روسيا. كان يعتقد أنهم كانوا يلعبون مع إمدادات النفط العالمية ويحاولون إجبار المملكة العربية السعودية على خفض الإنتاج".
وأضاف: "اتصلت بكيريل ديميترييف، الممول الروسي القوي والمقرب من بوتين الذي كان مفيدًا في خطة السلام في الشرق الأوسط. اتفقنا على أن هذه كانت لحظة مناسبة لروسيا والولايات المتحدة للعمل معًا بشأن مسألة ذات أهمية عالمية".
وأوضح أنه بعد 36 ساعة، كان على وشك الانتهاء من اتفاقية لخفض الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل يوميًا، وهو ما سيكون أكبر خفض في التاريخ.
وأكد أن الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، اتصل بالملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتوصلا لاتفاق بشأن ذلك، إلا أنّ الملك سلمان أشار إلى أنه على المكسيك أن تخفض إنتاجها بقدر 400 ألف برميل يومياً حتى يكتمل الاتفاق.
وشدد الملك السعودي على أنه إذا رفضت المكسيك خفض الإنتاج، فإن أي اتفاقية ستفشل لأن دول أوبك + الأخرى سوف تستاء من حرية الوصول إلى المكسيك، بحسب مذكرات كوشنر.
وتطرق كوشنر إلى موقف ترامب عندما وافق على رد المكسيك التي طرحت تخفيض الانتاج 100 ألف فقط، ثم جرت مفاوضات بين أمريكا والسعودية حول الأمر وصفها بأنها "سياسة حافة الهاوية والمبارزة.."، إلى أن تم الاتفاق على كل شيء.
موقف محرج لبن سلمان
بالحديث عن السعودية تطرقت مذكرات كوشنر إلى موقف محرج وقع فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض.
وكشف كوشنر عن حادثة جرت مطلع 2017، حينما كان محمد بن سلمان، الذي كان في ذلك الوقت ولياً لولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف، متواجداً في الولايات المتحدة، وكيف منعه الحرس الرئاسي من دخول البيت الأبيض بسبب "مشكلة في الأوراق".
وقال كوشنر في مذكراته: "في مارس/آذار بينما كان محمد بن سلمان في واشنطن للتفاوض على التفاصيل (زيارة ترامب للسعودية)، ضربت عاصفة ثلجية الشمال الشرقي. ما دفع المستشارة الألمانية (السابقة) أنجيلا ميركل، التي كان من المقرر أن تتناول الغداء مع الرئيس، لإلغاء زيارتها في اللحظة الأخيرة، لأن طائرتها لم تستطع الإقلاع من ألمانيا".
في تلك الأثناء يقول كوشنر إنه سأل ترامب عما إذا كان سيتناول الغداء مع محمد بن سلمان، لأن ولي ولي العهد كان بالفعل في المدينة آنذاك، ويضيف: "اعتقد ترامب أنها كانت فكرة رائعة، رغم إصرار موظفي مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على أن الرؤساء لا يتناولون الغداء مع المسؤولين الأجانب الذين ليسوا رؤساء للدولة".
ومع ذلك "رفض ترامب هذا البروتوكول البيروقراطي، وقرر استكشاف شراكة محتملة يمكن أن تعزز مصالح أمريكا في الشرق الأوسط"، بحسب كوشنر.
يضيف كوشنر: "لذلك انتظر نائبي والموظف الوحيد في ذلك الوقت، آفي بيركوفيتش، في الثلج خارج نقطة التفتيش الأمنية لمقابلة محمد بن سلمان. عندما وصل ولي ولي العهد كانت هناك مشكلة في الأوراق، ومنعه الحرس الرئاسي من الدخول. ركضت إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالمرور".
موقف ضبابي
وفي حادثة أخرى ترويها مذكرات كوشنر، حول مصر، حين كانت عدة دول بقيادة مصر، تستعد لتقديم قرار للتنديد بالمطالبات القضائية الإسرائيلية في الضفة الغربية باعتبارها "بلا شرعية قانونية وانتهاك صارخ للقانون الدولي".
وذكر كوشنر أن ترامب كسر البروتوكولات حينها ودفع بيان عبر منصته في تويتر وفيسبوك، رغم أنه لم يكن قد تسلّم منصبه بشكل رسمي بعد، حيث كانت إدراة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مازالت تدير الأمر.
وجاء في البيان حينها: "لن يتحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس من خلال فرض شروط من قبل الأمم المتحدة. هذا يضع إسرائيل في موقف تفاوض سيئ للغاية وهو غير عادل للغاية لجميع الإسرائيليين".
وأضافت مذكرات كوشنر: "في اليوم التالي، اتصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإبلاغنا أن فريقه لم يكن يعمل تحت إشرافه وأن مصر ستلغي القرار" بحسب ما ادعى في الكتاب، وعلق كوشنر في كتابه: "للحظة، بدا الأمر وكأننا نجحنا وكان لنا تأثير بالفعل".
اقرأ أيضاً|| كوشنر يكشف للمرة الأولى تفاصيل حول اتفاق السلام بين المغرب وإسرائيل
موقف لن ينساه
وفي قصة أخرى رواها كوشنر، تطرق فيها لموقف وكلمات "لن ينساها" من الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكان حينها ولياً للعهد.
وكتب كوشنر: "قبل مغادرتنا، أدلى محمد بن زايد بتعليق آخر: قال إن الولايات المتحدة عادة ما ترسل ثلاثة أنواع من الأشخاص لممارسة الدبلوماسية. الأول هم الأشخاص الذين ينامون في الاجتماعات؛ والثاني هم الأشخاص الذين قرأوا نقاط الحديث مع عدم القدرة على التحدث؛ والثالث هم أناس جاؤوا وحاولوا إقناعهم بفعل أشياء ليست في مصلحتهم".
وأضاف:" لاحظ أنني كنت مختلفًا. كنت أول شخص أتى لطرح الأسئلة وحاول حقًا فهم وجهات نظرهم. كان يعتقد أننا سنصنع السلام في المنطقة..".
وتابع قائلا: "لقد تشرفت بملاحظة محمد بن زايد، ولم أنس كلماته مطلقًا. بعد زيارتنا، لاحظ أحد عناصري في الخدمة السرية أنه استمتع بمشاهدة مباراة كرة قدم مع حارس أمن إماراتي يُدعى محمد.. أخبرته أن الشخص الذي افترض أنه حارس أمن هو في الواقع محمد بن زايد. تفاجأ العميل - كان ولي العهد متواضعاً بشكل صادم وهادئ، وقد أبدى اهتمامًا حقيقيًا بحياة العميل وخلفيته وعائلته".
اقرأ أيضاً|| شاهد|| كيف بدت إيفانكا ترامب بأحدث ظهور لها مع زوجها.. ملابسها غير الرسمية لفتت الأنظار
وتواصل وسائل إعلام أمريكا تناقل القصص التي يرويها جاريد كوشنر، وهو صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وكان لاعباً رئيسياً بتوقيع اتفاقيات السلام بين دول عربية وإسرائيل.
[caption id="attachment_480486" align="aligncenter" width="1200"]

مذكرات كوشنر تكشف أسرار السياسة الأمريكية مع الزعماء العرب بينها موقف محرج لبن سلمان[/caption]