يستعد فريق قانوني من إسرائيل للذهاب إلى موسكو، من أجل التفاوض حول قرار حل الوكالة اليهودية، وسط تحذيرات من أزمة وتصعيد بين البلدين على إثر القرار الروسي.
تحذير إسرائيل من حل الوكالة اليهودية
وفي بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، ونقلته وسائل إعلام إسرائيلية، أكد أن الوفد يجب أن ينتهز كل فرصة للحوار، كما يجب مناقشة المشكلة على مستوى دبلوماسي رفيع.
وأضاف، أن إغلاق الوكالة اليهودية في روسيا يحمل مخاطرًا بالتأثير على العلاقات الروسية الإسرائيلية، ومن الضروري بذل كل الإمكانيات لحل هذه المشكلة من خلال الحوار.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنّ إغلاق مكتب الوكالة اليهودية في روسيا "حدث خطر" من شأنه التأثير في العلاقات بين موسكو و"إسرائيل".
وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد عقد اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف والسفير الإسرائيلي لدى موسكو ألكسندر بن تسفي، حيث نوقشت الخلافات الأخيرة بين البلدين.
قرار روسي صارم
وظهرت الأزمة بين روسيا وإسرائيل قبل عدّة أيام مع الكشف عن نية السلطات الروسية بوقف عمل الوكالة اليهودية، بسبب ما قيل إنه انتهاك للقوانين الروسية، دون تقديم تفاصيل.
وطبقاً للتبريرات الروسية، فإن الرغبة بإغلاق الوكالة اليهودية في موسكو هي نتيجة مساسها بخصوصية مواطنين روس، يهود أو أنصاف يهود، وجمع معلومات عنهم، علاوة على تشجيعها "هجرة العقول من البلاد"، حسب ما نقلت وسائل إعلام روسية.
بينما رأت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسألة ليست قانونية وقضائية، بل محض سياسية، ومرتبطة بتصريحات لبيد حول "الجرائم" الروسية في أوكرانيا، وموقف إسرائيل من الحرب ومواصلتها الهجمات على الأراضي الأوكرانية، وعدم وفائها بتسليم عقارات تابعة للكنيسة الأورثوذوكسية في القدس "المحتلة".
الوكالة اليهودية وتأثير إغلاقها
تنشط الوكالة اليهودية بشكل واسع في مجالات شتى في روسيا من خلال عشرات الفروع لها هناك، بهدف صيانة العلاقات مع يهود روسيا، والمساهمة في المحافظة على هويتهم اليهودية، علاوةً على تشجيع هجرتهم إلى إسرائيل.
ومنذ انهيار المعسكر الاشتراكي في عام 1989، هاجر أكثر من مليون ونصف يهودي إلى إسرائيل، فيما بقي بضع مئات آلاف اليهود و"أنصاف اليهود".
ويحذر زعماء إسرائيل من أن القرار الروسي يمكن أن يؤثر على خطة هجرة اليهود إلى إسرائيل، إضافة إلى ملفات أخرى مشتركة منها ملف التنسيق بسوريا.
واعتبر تقرير للقناة الإسرائيلية "i24"، الأزمة الحالية "تصعيداً غير مسبوق في التوترات بين إسرائيل وموسكو على خلفية استمرار القتال في أوكرانيا". لأنه "بحال أغلقت مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا، فستكون هذه ضربة قاسية للهجرة من روسيا".
وبعد اجتماع للحكومة الإسرائيلية لدراسة الرد على القرار النهائي لروسيا، نقلت الإذاعة العبرية العامة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن الرد الإسرائيلي على روسيا، إذا اتخذت قراراً نهائياً، ربما يبلغ حدّ استدعاء السفير الإسرائيلي للتشاور، وهذه تعتبر في العرف الدبلوماسي خطوة تصعيدية.
وأوضح المسؤول أن مداولات الاجتماع المذكور دارت حول خيار "رد إسرائيلي قاس" على قرار تفكيك الوكالة اليهودية في روسيا.
بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عن مصادر قولها، إن ردود فعل إسرائيل المقترحة متفاوتة؛ من الاكتفاء ببيانات أو تصريحات شديدة اللهجة تهاجم روسيا، أو التصعيد معها، إلى إجراء مفاوضات سياسية مع روسيا، وقد طلب لابيد تحضير "سلة ردود" متنوعة في هذا المضمار.
ومن بين "عمليات الانتقام" التي يقترحها إلكين المساس بالمركز الثقافي الروسي في تل أبيب، الذي سبق ووجهت له اتهامات إسرائيلية في الماضي بأنه يشجع يهوداً من أصل روسي بالعودة لموطنهم.
قطيعة إسرائيلية روسية
في ظل حالة القطيعة بين بوتين ولبيد، بسبب خلافات حول ملفات روسيا وأوكرانيا، تدعو أوساط إسرائيلية لإشراك رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ في معالجة الأزمة الحساسة مع روسيا، بعدما نجح في السابق بالمساهمة في تسوية أزمة مشابهة مع تركيا وبولندا.
وتتحدث وسائل إعلام أن روسيا لم تمنح مسؤولين إسرائيليين تأشيرة دخول طلبوها من أجل التوجّه لموسكو ومناقشة القضايا الخلافية، في خطوة تستبق مداولات محكمة موسكو، يوم الخميس القريب، والتي تتجه للمصادقة على طلب وزارة القضاء بتفكيك الوكالة اليهودية، كما تؤكد مصادر إسرائيلية.
وتشهد العلاقات بين إسرائيل وروسيا توتراً منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وتبنت إسرائيل في البداية موقفًا حذرًا من النزاع، مؤكدة على العلاقات المميزة مع أوكرانيا وروسيا.
لكن بعد تولي مهامه، انتقد لبيد الغزو ولو أنه حرص على لزوم الحذر حفاظاً على العلاقات مع موسكو التي تعتبر أساسية لاحتفاظ إسرائيل بقدرتها على شن ضربات جوية في سوريا.
[caption id="attachment_472646" align="aligncenter" width="1200"]

إسرائيل تجهّز خططاً للانتقام من روسيا بسبب قرار حل الوكالة اليهودية[/caption]