أزمة التسجيلات الصوتية التي سرّبها الصحافي العراقي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية علي فاضل، والمنسوبة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، لا تزال مستمرة. ففي مقطعٍ جديد هاجم الحلبوسي والسيستاني وشتم الشيعة.
تسريب جديد لـ المالكي
بحسب تسريب جديد نشره الصحافي العراقي علي فاضل، اتهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني بـ"الصمت"، زاعماً أن هذا السكوت سيؤدي لعودة البعثيين للسلطة مجدداً، في إشارةٍ منه إلى حزب البعث الذي كان يحكم البلاد إبان حكم صدام حسين.
https://twitter.com/ali_alifadhil/status/1550197638250872832?t=I1SSl8XbEKHwnkoLyBuG1A&s=19
كذلك، انتقد بكلامه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، مشدداً على أن الأخير يخترق اجتماعات الإطار التنسيقي.
رئيس الوزراء العراقي الأسبق وصف في كلامه الشيعة بـ"الأراذل"، ويُسمع في التسريب، وهو يقول إن "الشيعة في خطر، لأن البعثيين الآن ارتقوا مراتب خطيرة، ودخلوا في صلب الدولة، وأنشأوا أحزاباً تحت عنوان (تقدم) الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، وهو حزب قديم، أنشأه واحد من الشخصيات، لكنه توفي وتسلّمه الحلبوسي بعده".
https://twitter.com/ali_alifadhil/status/1550275988671512577?t=a1TqyONXPOL9u8sicG3pRQ&s=19
والأسبوع الماضي، شنَّ رئيس ائتلاف دولة القانون، بحسب التسجيلات المسرّبة، هجوماً لاذعاً على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كما هدد بتسليح فصائل لحماية النجف من أي "هجومٍ" للصدر.
https://twitter.com/ali_alifadhil/status/1548366312358830080?t=i_QI8EYSk1bjvET1p_JV-w&s=19
تسريبات المالكي تسبب ضجة في العراق
يذكر أن تسريبات رئيس الوزراء العراقي الأسبق ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، باتت تعرف في العراق بـ"ويكيليكس المالكي".
وقد ضجّت الأوساط العراقية بتفاصيل التسريبات، كما انشغلت بها الأوساط الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصلت لاندلاع احتجاجات على خلفية المعلومات المسرّبة.
يقول السياسي العراقي ليث شبر في تغريدة تعليقاً على التسريبات الجديدة: "التسريب لكامل هو صورة للنسخة المحسنة لما يحدث في العراق، وإلا فإن الذي جرى خلال 19 عاماً أسوأ وأتعس بآلاف المرات".
اقرأ أيضًا: شاهد || المالكي ينفي تسجيلاً صوتياً يُهاجم فيه مقتدى الصدر
وأضاف: "أؤكد لكم بتسريب أو بدونه فإن ما خلف الكواليس أبشع وأحقر وهو مصداق للقول ماخفي كان أعظم. أما العراقيون الذي باعوا أنفسهم لإيران وتركيا وأمريكا وبريطانيا وو.... فحدث ولا حرج".
https://twitter.com/LaithShubbar/status/1550361271236698113?t=dHWWdf_jZVqaanLmV2ACnA&s=19
نهاية المالكي السياسية
توقع مراقبون "نهاية" المالكي السياسية بعد تلك التسريبات، بينما تساءل آخرون عن توقيت نشرها، وهل الهدف منها زرع الفتنة بين الفصائل السياسية المختلفة التي فشلت حتى الآن في تشكيل حكومة بعد الانتخابات التشريعية.
وينفي ائتلاف دولة القانون صحة التسجيلات ويقول إنه تم تزييف صوت المالكي عبر ما يصفها بـ"التقنيات الحديثة".
وتعطلت مشاورات تشكيل الحكومة على وقع تلك التسريبات، بعدما كانت قوى "الإطار التنسيقي"، تستعد لطرح مرشحها لتولي رئاسة الحكومة، بعد انسحاب التيار الصدري.
وانسحب الصدر من حراك تشكيل الحكومة العراقية، كما أمر باستقالة كتلته النيابية (73 نائبًا)، في واقعة شكلت "صدمة" للأوساط السياسية والشعبية، ليتسلم "الإطار التنسيقي" عقب ذلك زمام حراك تشكيل الحكومة، دون تحقيق أي تقدم لغاية الآن.
وإذا كانت قوى الإطار تتصدر واجهة الكتل الشيعية، فإنها ستدفع برئيس وزراء من داخلها، وفق ما رشح من تصريحات وتعليقات، وهو ما أثار انزعاج الشارع العراقي، الذي رأى في إمكانية وصول حكومة بدعم الفصائل المسلحة، نكوصاً عن التقدم الذي حققه العراق في العلاقات الدولية، وتعزيز حضوره الإقليمي.
وتتداول الأوساط السياسية عدة أسماء مرشحة لرئاسة الحكومة، هادي العامري ونوري المالكي وحيدر العبادي، فضلاً عن محافظ البصرة أسعد العيداني ورئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي.
وكان المالكي، يتصدر تلك الأسماء قبل نشر التسريبات الصوتية المنسوبة إليه، لكن الآن يبدو أنه فقد حظوظه بشكل كبير في تسلم رئاسة الحكومة المقبلة، في ظل النقمة الشعبية عليه.
