بعد أن أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حول إصابته بالسرطان، في وقتٍ متأخر من مساء أمس الأربعاء، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، سارع البيت الأبيض كما المعتاد إلى تبرير إعلانه نافياً المسألة.
بايدن يخطئ مجدداً
في خطاب حول الاحتباس الحراري وتداعياته الكارثية في ولاية "ماساتشوستس"، تطرق الرئيس الأمريكي إلى التداعيات الصحية لمصافي النفط.
وتعليقاً على الآثار الصحية الضارة للانبعاثات من مصافي النفط بالقرب من منزل طفولته في مدينة "كليمونت"، التابعة لولاية ديلاوير، قال بايدن: "لهذا السبب أنا والكثير من الأشخاص الذين نشأت معهم مصابون بالسرطان".
https://twitter.com/bennyjohnson/status/1549833258917105664?t=SaQZX3kDxmzE8EOMFq-2wA&s=19
وأضاف أن "هذا يفسر لماذا كانت ولاية ديلاوير تعاني من أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في البلاد".
بايدن لم يقل إنه كان مصاباً بالسرطان، بل جاء حديثه في زمن المضارع، وقال "أنا مصاب بالسرطان"، وبما أن المتحدث هو رئيس أمريكا فإن إعلاناً كهذا تكون له تداعيات هائلة وفورية بطبيعة الحال؛ فالملاحظة بدت للوهلة الأولى وكأنها "إعلان صحي رسمي".
وقام عدد من المغردين ووسائل الإعلام بنشر الفيديو، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي أعلن رسمياً إصابته بالسرطان.
https://twitter.com/RealMichaelDade/status/1549838812943159296?s=20&t=-1Y255TSUkBKSbUHyAhCfQ
البيت الأبيض يعلق على مرض بايدن
نظراً لخطورة التصريح، سارع البيت الأبيض إلى إصدار بيان توضيحي نفى فيه أن يكون الرئيس مصاباً بالسرطان.
إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، إنَّ حديث الرئيس الأمريكي عن إصابته بالسرطان يشير إلى "إصابته بالمرض قبل أن يصبح رئيساً، وتم علاجه".
وأوضحت أن "الرئيس كان يشير إلى سرطانات الجلد غير الميلانينية التي تمت إزالتها قبل توليه منصبه".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، صدر ملخص رسمي عن الحالة الصحية للرئيس الأمريكي، أشار إلى أنه "تمت إزالة عدة سرطانات جلدية موضعية غير الميلانينية قبل توليه الرئاسة".
زلات لسان بايدن
وبات الرئيس الأمريكي معروفاً من قِبل خصومه السياسيين بوصف "ماكينة زلات اللسان"، بعد أن تكررت أخطاؤه بصورة لافتة، ولا تتوقف تلك السقطات عند الأمور الشخصية فقط، سواء الخلط بين زوجته ونائبته، أو الإعلان أنه "مصاب بالسرطان"، بل تعدت إلى أبعد من ذلك.
ويبلغ جو بايدن من العمر (79 عاماً) وهو أكبر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وكثيراً ما مثلت صحته العقلية تحدياً وموضوعاً للنقاش العام، والسبب هو تكرار زلات لسانه بصورة لافتة.
ويقول المدافعون عن بايدن إنه يعاني منذ سنوات طويلة من "زلات اللسان" أو التصريحات غير الدقيقة، وبالتالي لا يرتبط الأمر بتقدم الرئيس في العمر أو إصابته بأمراض الشيخوخة كالخرف أو غيره. والحقيقة هي أن لبايدن بالفعل زلات لسان وسقطات كلامية ترجع إلى فترة عمله نائباً للرئيس مع باراك أوباما خلال فترتين رئاسيتين.
[caption id="attachment_471655" align="aligncenter" width="1200"]

البيت الأبيض يتدخل لإنقاذ بايدن من "تصريح السرطان".. كيف برر هذه العثرة؟![/caption]